الذكرى الـ39 للعدوان الأمريكي الهمجي الذي استهدف طرابلس وبنغازي

تحل اليوم 15 الطير/أبريل 2025 ذكرى العدوان الأمريكي الهمجي الغاشم على الجماهيرية، ضمن ما يعرف بعملية “الدورادو كانيون”، والتي تم خلالها استهداف طرابلس وبنغازي ومنزل القائد الشهيد معمر القذافي وأسرته.
تم تنفيذ هذا العدوان الغاشم بأوامر من الرئيس الأمريكي حينها رونالد ريغان، عن طريق 66 طائرة حربية انطلقت من قواعد حلف “الناتو”، وتم خلالها استهداف منزل القائد الشهيد وعدد من المباني المدنية، وقتل في الهجمات عشرات من الأبرياء من الأطفال والنساء، حيث استشهد وأصيب 45 من أفراد الشعب المسلح ، و130 مدنيا ليبيا بينهم أطفال ونساء.
وتمت هذه العملية بذريعة واهية للرئيس الأمريكي، اتهم خلالها زورا وبهتانا الجماهيرية بالتورط في تفجير ملهي ليلي ببرلين الغربية قبل العدوان بـ10 أيام، رغم أن القضاء الأمريكي حتى الآن لم يثبت تورط ليبيا بأي عملية إرهابية نفذت ضد الولايات المتحدة على الإطلاق.
ولكن الحقيقة كانت غضب ريغان من رفض القائد الشهيد الرضوخ للضغوط الأمريكية بشأن خليج سرت، ومنعه تحليق الطائرات الأمريكية فوق المياه الإقليمية الليبية التي رسمها القائد الشهيد معمر القذافي تحت اسم “خط الموت”.
وبدأ الأمر عندما حاولت البحرية الأمريكية التعدي على المياه الإقليمية الليبية في الربيع/مارس 1986، وأرسلت حينها البحرية الأمريكية حاملة طائرات بزعم إجراء مناورات عسكرية، ولكن الرد الليبي كان حازما وحاسما ورسم القائد الشهيد ما أسماه بـ”خط الموت”، حيث لا يجوز لأي قوات غير ليبية تجاوزه إلا بإذن مسبق، وتم تسيير دوريات مراقبة بحرية وجوية عبره، وهو ما رفضته الولايات المتحدة حينها.
وبعد أحداث خليج سرت بأقل من أسبوعين، تذرعت #واشنطن بتفجير ملهى في برلين الغربية، وبدأت في التخطيط لعدوانها على ليبيا، مستخدمة قواعدها في بريطانيا بعد توقيع رئيس الوزراء البريطانية حينها مارجريت تاتشر وثيقة تسمح للأمريكان باستخدام قواعدها وأجوائها لضرب ليبيا، بعد رفض فرنسا وإسبانيا والبرتغال السماح بتحليق المقاتلات الأمريكية بأجوائها لضرب ليبيا، ما أجبر الطائرات الأمريكية على قطع مسافة 800 ميل إضافية والتزود بالوقود في الجو 5 مرات.
واستهدف العدوان الأمريكي ضاحية بن عاشور المكتظة بالسكان في طرابلس، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء المدنيين من بينهم نساء وأطفال، علاوة على قصف المجمع السكني الذي كان يقيم فيه القائد الشهيد.
ورغم العدوان الأميركي إلا أن ليبيا تمكنت من الصمود، معلنة انتصارها أمام هذه الغارة، وبعدها تم تغيير اسم الجماهيرية إلى “الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى” بإضافة كلمة “عظمى” للبلاد احتفاء بصمودها في وجه دول عظمى بأمريكا وبريطانيا.
وكانت مشاهد حطام الطائرات الأمريكية التي تقاذفتها أمواج البحر المتوسط على الشاطئ خير دليل على نجاح الجماهيرية في التصدي للعدوان الأمريكي، وأقرت واشنطن حينها بسقوط طائرة من طراز “إف-111” فوق خليج سدرة ومقتل طيارين تابعين للسلاح الجو الأمريكي.
وما تلاها كذلك من القصف الصاروخي الليبي لجزيرة لامبيدوزا الإيطالية في قصف تعرضت له أوروبا للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، ردا على العداون الأمريكي كان رسالة إلى العالم كله أن الجماهيرية ستظل صامدة أمام أي عدوان وستظل بإرادة حرة مستقلة متمسكة بمبادئ ثورة الفاتح في التحرر والسيادة والكرامة الوطنية وتحول بيت باب العزيزية رمزا للصمود أمام القوى العظمى، باتت كلمات القائد الشهيد حينها عالقة في كل الأذهان، عندما قال: “كانت لدينا صواريخ ذات مدى أطول لكنا قد اطلقناها”.