الشح: استقالة باثيلي “هروب” بسبب عدم قدرته على الإنجاز
أكد المستشار السابق للمجلس الأعلى للإخوان المسلمين “الدولة الاستشاري”، أشرف الشح، أن استقالة المبعوث الأممي عبدالله باثيلي جاءت بمثابة “هروب”، بسبب عدم قدرته على الإنجاز، فهو يكرر في كل إحاطاته أن القادة الليبيين أنانيين وهذا الوضع مريح لهم، ولم يأت بجديد.
وأوضح الشح في تصريحات لقناة “المسار”، أن استقالة باثيلي بسبب ثقته بعدم قدرته لأنه لا يريد فهم آلية التعاطي مع العقلية الليبية خلال السنوات المنصرمة، التي اكتسبت مناعة مع كل المبعوثين وتعرف كيف تتعامل معهم.
وتابع أن من هم موجودين في الساحة حالياً في ليبيا أصبحوا يركزون على بناء تحالفات مع بعض الدول بدلاً من التعاطي مع المبعوثين الأمميين ولا يكترثون بهم كثيرًا، مؤكدا أن باثيلي كرر نفس النمط المستهلك، الذي سلكه سابقيه، ولم يحرك الوضع الساكن الذي لن يتغير بتلك الطريقة ولو بعد 100 عام.
ومضى بقوله “أعتقد أن ستيفاني خوري، نائبة باثيلي، تحاول حاليا دراسة الوضع الليبي بشكل جيد، وأدركت أن المحرك الأساسي للأزمة الليبية هو المال، وعند وضع خوري يدها على أصل المشكلة يمكنها بعدها أن تنطلق في مسارات مختلفة، خاصة بعد معركة الصديق الكبير والدبيبة على الأموال والحديث عن طباعة الأموال المزورة من بنغازي”.
واستمر قائلا “لو كان هناك تحرك دولي وخاصة من أمريكا بخصوص هذه المعركة الدائرة في ليبيا حول الأموال وتجفيف مصادر تمويل كافة الأطراف الليبية سنرى تغييرات كبرى في المشهد بدلا من التمترس الحالي”.
ولفت إلى أن كل من في المشهد لا يريدون الانتخابات ويحاولون الطرف الآخر أمام اتهامات أخرى، وهدفهم كلهم السيطرة على الأموال وتصفية الخصومات السياسية، مضيفا “لو أن نية هؤلاء إجراء الانتخابات فعلا، لاختاروا لجنة من ممثلين لهم للإشراف فقط على الانتخابات، ولكنهم لا يريدون هذا الأمر فهم يقيسون الأمور كلها بناء على مصلحتهم”.
وهاجم الشح كذلك الأطراف المسيطرة على مشهد ما بعد نكبة فبراير بقوله “هناك أطراف عديدة اتفقت حاليا على إزاحة الدبيبة لأهداف خاصة ولمصلحتهم الشخصية لا لإجراء الانتخابات، ويرهقون الناس بالأزمات الاقتصادية وشح السيولة وسعر الصرف حتى يظلوا في أماكنهم، وأولهم الدبيبة الذي يستفيد من هذه الخلافات، والذي هو مجرد واجهة فقط لمجموعة من الأطراف أيضا”.
وتحدث كذلك عن تسمية ستيفاني خوري نائبة لباثيلي بقوله “تسمية ستيفاني خوري كان مبرمجا لإزاحة باثيلي وتتولى هي مكانه المنصب، لأنهم يعلمون أنه ليس هناك إجماع داخل مجلس الأمن لتسمية مبعوث جديد، وتعيين خوري لا يعني أن هناك تصور أمريكي حالي لحل الأزمة الليبية، خاصة وأن الولايات المتحدة في عام انتخابات والمشاكل الدولية الأخرى تأتي في مراتب متأخرة”.
وأردف قائلا “الرؤية الأمريكية الحالية في ليبيا هي إدارة الأزمة، وليس حلها، لذلك من غير المتوقع أن تقدم خوري حلولا جديدة”.
وأشار إلى أن أحد أسباب الأزمة من وجهة نظره هو تحول شخص مثل الصديق الكبير من شخص فني إلى شخصية سياسية، وهو لب الأزمة، لافتا إلى أن “الصديق الكبير يحاول دوما عرقلة مسارات عديدة باستخدام الأموال التي يتحكم فيها”.