الشح: نورلاند سيخرج من المشهد قريباً وواشنطن تفكر في مواجهة الروس عن طريق الليبيين
قال المستشار السابق للمجلس الأعلى للإخوان المسلمين “الدولة الاستشاري” أشرف الشح، إنه لا يعتقد أن ريتشارد نورلاند سيأتي بجديد في أزمتنا لأن الفترة التي نمر بها ستكون انتقالية بالنسبة للإدارة الأمريكية، مضيفاً أن هناك انتظار للسفيرة الجديدة التي ستستلم مهامها ونورلاند سيخرج من المشهد ولن يكون له دور في الفترة المقبلة.
وأكد الشح، خلال مداخلة عبر فضائية “ليبيا الأحرار” المؤدلجة، أن زيارات نورلاند الأخيرة في إطار إدارة هذه المرحلة ولن تكون لديه أي مخططات جديدة، وكل ما تفكر فيه واشنطن كيف مواجهة الروس عن طريق الليبيين، مشيراً إلى أن الأمريكان ليس لديهم أي نية في الانخراط بصورة مباشرة في مواجهة الروس، وسيستخدمون الليبيين لتحقيق أغراضهم، ويريدون دفع الليبيين لعدم إراحة الروس في تحركاتهم.
وتابع أن الأمريكان لم ينجحوا حتى الآن في إقناع بعض الليبيين في الانخراط بعمليات عسكرية ضد الليبيين، موضحا أن الأمريكان في مرحلة لا يمكنهم تحديد سياسات بعيدة المدى لأنهم في مرحلة الانتخابات والتي قد تأتي بإدارة غير تقليدية وهي إدارة ترامب التي سيكون تعاملها مغاير ومخالف لما هو معتاد.
وأوضح أن الروس متأهبين لأي تحركات أمريكية لمحاصرة التحركات الروسية وهو ما وضح من وصول سفن حربية روسية لطبرق، لأنه كان بمثابة استعراض قوة أننا موجودين وجاهزين لمواجهة أي رد فعل.
واستطرد بقوله “الروس مستمرون في تمركزهم بليبيا وأنها ستكون مقرا لوجيستيا لتوسيع نفوذها في دول الساحل، أما الميزانية بالنسبة للأمريكان موضوع رئيسي لأنها تدرك أنه في حالة انقطاع الموارد المالية ينذر هذا بعدم الاستقرار”.
وأضاف أن هناك أطراف تعتاش من هذه الموارد وفي حالة انقطاعها ستتغير مواقفها على الأرض وسيسبب حالة من الفوضى، مشيراً إلى أن واشنطن تركز حاليا على كيفية التعاطي مع الأمريكي خليفة حفتر الذي فتح الباب للروس وهل يجب إشراكه في العملية السياسية من عدمها.
وأردف أن الأمريكان وصلوا إلى قناعة لضرورة إشراك الأمريكي حفتر في العملية السياسية حتى يحد من فتح الباب على مصراعيه للروس، ولكن الوقت تأخر كثيرا، متابعا “حفتر لا يمكنه إخراج الروس حاليا ولا يمكنه مواجهته لأنهم تمكنوا بصورة كبيرة من المنطقة الشرقية، والأمريكان يسعون لعدم دخول المنطقة الشرقية في فوضى”.
ورأى أن واشنطن تخشى عودة بعض المجموعات والتيارات المتطرفة إلى الشرق الليبي وكذلك نفس الأمر بالنسبة لمصر، مضيفا أن الأمريكان لا يخططون على الإطلاق للقيام بعمليات عسكرية مباشرة ضد الروس، والروس خلال الأشهر المقبلة سيثبتون تواجدهم قبل الانتخابات الأمريكية مستغلين التجاهل الأمريكي المتعمد.
ولفت إلى أن ما قاموا به الأمريكان في دول الساحل التي حدث بها انقلاب بدعم فاغنر والروس كان تواطؤ لإخراج الفرنسيين من المنطقة لأنهم يدركون أن هذه منطقة نفوذ لها، مشيراً إلى أن الأمريكان على دراية كاملة أن التمدد الروسي في دول الساحل لن يستمروا فيها بنفس الطريقة التي بدأوها لأنه من الناحية العسكرية والاقتصادية يحتاج لاقتصاد قوي وهم غير قادرين على ذلك.