العربي الجديد: وجود سيف الإسلام القذافي والدفع بملف المصالحة لا يخدم حفتر وسيفقده ثقله في الجنوب الليبي
أكد موقع “العربي الجديد” القطري، أن روسيا بدأت الاهتمام بالملف السياسي الليبي الذي يُعنون حالة الأزمة في البلاد، ما يكشف عن اتساع خططها الاستراتيجية في ليبيا وليس كما يبدو أنها تركّز فقط على الجانب العسكري، وتكثيف ثقلها ووجودها في معسكر شرق ليبيا وإقامة حلف مع الأمريكي خليفة حفتر.
وأوضح الموقع، في تقرير له، أن موسكو أقامت علاقات مع الأمريكي حفتر لسنوات طويلة، ولا تزال، كونه البوابة الرئيسية لنقل أطنان من المعدات العسكرية والمئات من المقاتلين إلى ليبيا، وارتفع منسوب التعامل إلى مستوى شبه رسمي، من خلال خمس زيارات أجراها نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف إلى ليبيا خلال أقل من عام.
وأشار إلى أن روسيا تطمح إلى إعادة هيكلة وجودها العسكري في ليبيا الذي كان يؤطره المئات من مرتزقة فاغنر، إلى فيلق عسكري أفريقي، مضيفا “لكن اللافت خلال كل هذه السنوات، أن موسكو لم تكن تبدي أي موقف سياسي داعم لحفتر ومعسكره، بل فضّلت الكلام بلغة دبلوماسية تظهر حيادها ودعوتها إلى حلّ سياسي جامع”.
وتابع أن توظيف مبادرة الكونغو الخاصة بالمصالحة الوطنية في ليبيا، يبدو أنه سيكشف عن السياق السياسي الذي تضع فيه روسيا الملف الليبي، فعلاوة على أن المصالحة الوطنية ستسمح لها بالتوغل بين كل الأطياف الليبية التي يشملها مبدأ المصالحة، فهي تكشف أيضاً عن رؤية موسكو البعيدة وشكل حلفائها الليبيين.
واستكمل “فعلى الصعيد المحلي، يظهر حفتر كأكثر الشخصيات الليبية الرافضة لمبادرة المصالحة الوطنية، كونها لن تتم إلا بفتح الملفات الجنائية التي يتورط حفتر في الكثير منها، ما يهدّد وجوده في المشهد”.
ولفت إلى أن الدفع بملف المصالحة الوطنية كأساس للحل في ليبيا مقلق بالنسبة للأمريكي حفتر، كونه يضم رموز وقوى النظام الجماهيري ومنهم الدكتور سيف الإسلام القذافي، وبالتالي فهو يشكل لهم نافذة للمشاركة في العملية السياسية.
وأتم التقرير “خصوصاً وأن الدكتور سيف الإسلام برزت له مواقف مؤيدة عدة بشكل كبير لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية، وهو ما لا يخدم مصالح حفتر الذي سيفقد وقتها ثقله في الجنوب الليبي”.