الفيتوري: أمريكا حولت ليبيا من دولة “مانحة” إلى دولة “متلقية للتبرعات” بتدمير الناتو للبلاد

قال الكاتب الصحفي، مصطفى الفيتوري، إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية حولت ليبيا من دولة “مانحة” إلى دولة “متلقية للتبرعات”، بعدما ساهمت واشنطن والناتو في تدمير البلاد عام 2011.
وأضاف الفيتوري، في مقال بموقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني، أن قرار ترامب بوقف تمويل أعمال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وفرض الرسوم الجمركية على مختلف البلدان يظهر أننا أمام حرب تجارية عالمية، ولكنها في الوقت ذاته ستؤثر على رافد مهم للسياسة الخارجية الأمريكية، ومن بينها ليبيا.
وأردف قائلا “برامج الوكالة في دول مثل ليبيا حولها من دولة مانحة إلى دولة مستقبلة للمنح، بعد مساهمتها في تدخل عسكري مدعوم من الناتو في وضع البلاد في حالة سقوط حر وانهيار”.
واستمر بقوله “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، حتى عام 2023، أنفقت ما يقرب من مليار دولار على برامج في ليبيا ركزت على المساعدات الحكومية مع منح مبالغ غير معروفة للمنظمات المحلية غير الحكومية التي لها علاقة بالحكم الرشيد وقضايا التصويت وقضايا حقوق الإنسان”.
وحذر من أن برامج الوكالة كانت تضع هدفا لها وهو “تعزيز العمليات الديمقراطية في ليبيا”، إن هذه القضية حساسة للغاية وينظر إليها العديد من الليبيين بريبة ويرون أنها تدخل في الشؤون الداخلية لليبيا.
واستدرك بقوله “الولايات المتحدة وأوروبا يدفعون أموالا لحكومات يعرفون جيدا أنها الأكثر فسادا في تاريخ ليبيا، ويبدو أن جزء كبير من هذه الأموال هدفه الأساسي هو منع الهجرة عبر ليبيا والتدفق الكبير للمهاجرين غير النظاميين الأجانب الراغبين في الذهاب إلى أوروبا، وهذه قضية مثيرة للجدل وحساسة للغاية داخل المشهد السياسي المحلي الليبي مع شك الكثيرين في أن الاتحاد الأوروبي لا يهتم حقًا بالمهاجرين طالما ظلوا في ليبيا وبعيدًا عن حدود أوروبا”.
وتحدث عن أنه “يخشى كثيرون أن يساعد هذا التمويل الأمريكي الأوروبي في توطين المهاجرين في ليبيا ذات الكثافة السكانية المنخفضة والموارد العالية”.
وقال كذلك إنه “يعرف كل من الاتحاد الأوروبي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جيدًا أن ليبيا تحظر فعليًا وتجرم أي تمويل للمنظمات المحلية ما لم تكن ضمن أطر الحكومة، ومع ذلك، فإنهم يواصلون ضخ الأموال في السلطات المحلية الفاسدة دون تحقيق نتائج إيجابية تذكر”.
وأتم بقوله “للأسف، فإن التمويل الأجنبي في ليبيا لا يساعد إلا في جعل البلاد دولة تعتمد بشكل أكبر على التبرعات، ويفشل في إعادتها إلى أيامها السابقة كدولة مانحة”.