الفيتوري: الناتو حصل على طرابلس من خلال عمليات الخيانة والخداع.. والعاصمة على مشارف “حرب” قادمة
قال الكاتب مصطفى الفيتوري، إن ذكريات سقوط طرابلس قبل 13 عاما، تشبه بصورة مذهلة ما يحدث اليوم، مضيفاً أنه قبل 13 عاما، بدأ سقوط طرابس، ولم تكن هناك نهاية سريعة للمعركة من أجل العاصمة، بل حالة الحرب استمرت نفسها حتى اليوم.
وأضاف الفيتوري، في مقال له بموقع “ميدل إيست مونيتور”، أن من كانوا يقاتلون تحت مظلة التحالف بقيادة الناتو كانوا يحاصرون المدينة، بينما كانت آلات الدعاية التابعة لهم في الدوحة وواشنطن وباريس ولندن تعتقد أنه بضغط زر يمكن أن تختفي طرابلس ولكن هذا لم يحدث.
وأشار إلى أن الناتو لم يحصل على طرابلس إلا من خلال عمليات الخيانة والخداع، ليدخل المتمردين إلى العاصمة من دون قتال، مضيفا “أتذكر جيدا كيف أن مكبرات الصوت في المساجد كانت ترفع الآذان بعد سقوط طرابلس وكأننا في عيد الفطر، لكن الملفت أن الأصوات لم تكن أصوات المؤذنين الليبيين المعروفين، ولم تكن لهجاتهم ليبية”.
وأوضح أنه بهذا الآذان كان يزرع الخوف بدلا من الطمأنينة لدى الناس، فهي كانت دليل على احتلال العاصمة، وسقوط النظام الذي كان يحمي الليبيين لسنوات، لافتاً إلى أنه لم يكن يفهم الليبيون حينها أن هذا الآذان الغريب كان يبشر بسياق إسلام أكثر تطرفا سيدخل على حياتهم اليومية، لم يعتادوا عليه في ظل فترة حكم القائد الشهيد معمر القذافي.
وواصل بقوله “جاء سقوط طرابلس مثل الموت البطيء لمدينة كانت ذات يوم نابضة بالحياة تحولت الآن إلى مدينة يائسة تختفي منها كل أساسيات الحياة، وبعد سقوط العاصمة كان كل يوم تظهر ميليشيا مسلحة في منطقة ما وتعلن سيطرتها على هذه المنطقة، من دون أن يعلم الليبيون من أين أتت هذه الميليشيا، كل ما يعلمونه أنها تحظى بغطاء جوي من الناتو”.
وأردف أن طرابلس في تلك الأيام كانت تنتظر المجهول، تماماً كما هي الآن مع تزايد وتيرة الاشتباكات المتفرقة داخل العاصمة، مشيراً إلى أن ليبيا كانت في حالة من الفوضى منذ قصفها حلف الناتو قبل 13 عاماً، واستمرت هذه الفوضى حالياً حيث انقسمت البلاد لحكومتين تسيطران على أجزاء من أراضيها الشاسعة.
ولفت إلى أنه بالنسبة للناتو، فالمهمة أنجزت، رغم أنهل حقيقة أن أصبحت دولة منقسمة تقريبًا، ولا تتمتع بالسيادة، ويكافح شعبها لإطعام أسرهم، متابعا أن ليبيا لم تشهد البلاد انتخابات منذ 10 سنوات، وتحولت إلى دولة لا تزال الميليشيات تتجول فيها بحرية تقريبًا، في حين تدفع لها الحكومة في طرابلس.
ورأى أن طرابلس لا تزال تنتظر المجهول، والكثيرون فيها يعتقدون أن الحرب قادمة، بينما يحاول آخرون الاستفادة من الوضع الحالي على أفضل وجه، ولا ينتبه الشعب إلى ما يقوله الساسة الفاسدون المتسكعون.
وأتم بقوله “كان سقوط طرابلس يمثل أول حرب لحلف الناتو في شمال أفريقيا، بعد هزيمة فرنسا في الجزائر، قبل عقود من الزمان، لكن هذا لا يعني أنها الأخيرة حيث تحول أكبر تحالف عسكري في تاريخ البشرية إلى نادٍ أكثر حصرية وأكثر عدوانية، وسيقود لحروب مقبلة على ما يبدو”.