غير مصنف

الفيتوري: زيارة البارجة الأمريكية “إهانة” للدولة الليبية ككل وتظهرها كمجرد تابع لواشنطن

أكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الفيتوري أن زيارة البارجة الأمريكية إلى طرابلس وبنغازي دليل على أن ليبيا الآن ليست إلا مجرد تابع سياسي للولايات المتحدة، فهي لا تنتقص فقط من السيادة الليبية بل تهين الدولة ككل.

وقال الفيتوري في مقابلة عبر قناة “الوسط” إن قبول استقبال القوات الأمريكية التي لعبت دورا كبيرا في تهديد البلاد وتدميرها فالأسطول السادس مسؤول عن تدمير طرابلس وبنغازي عام 1986 كما أن هذه السفينة كانت تحتل القيادة الرئيسية في تدمير ليبيا عام 2011، إهانة للدولة.

وأردف بقوله “أدين الزيارة بالكامل ومن استقبلوهم ونعتذر من العسكريين الحقيقيين الشرفاء الذين ضحوا من أجل هذه البلاد”.

ومضى قائلا “الدول التي تدخلت عسكريا وفعلت ما فعلت بالبلاد في 2011 تشعر أن ليبيا يجب أن تكون تابعة لها، وليبيا الأن في مرمى التنافس الدولي بين الغرب الممثلة في الناتو وروسيا للنفوذ في الشمال الإفريقي والقارة الإفريقية كلها”.

واستدرك بقوله “واشنطن ليست راضية عما يفعله الروس في ليبيا شرقا وجنوبا، خاصة بعد سقوط النظام في دمشق، حيث باتت ليبيا موطئ قدم روسي وباتت مهمة لها استراتيجيا، والروس الآن ينظرون إلى ليبيا من ناحية البحر المتوسط فقط، بل أنها نقطة انطلاق ناحية القارة الإفريقية”.

وشدد على أنه ما لم يغير ترامب من توجهاته فإن ليبيا ستقع في دائرة صراع ربما يكون عسكريا مع روسيا في ليبيا، لافتا إلى أن إدارة ترمب انتهازية اقتصاديا ولا تتردد ولا تخجل بأن تعلن ذلك على العلن بشأن صفقاته الاقتصادية وهو يتفاخر بأنه لو تخلت واشنطن عن حماية بعض الدول لن يبقى زعمائها على عروشهم.

وأتبع بقوله “الأمريكان يقولون نحن من أسقطنا القذافي وقتلناه وبالتالي يجب أن نأخذ 75% من النفط الليبي، فالانتهازية ليست غائبة عن السياسة الخارجية الأمريكية سواء ترامب أو من سبقوه”.

وذكر أن ترامب يمقت إفريقيا والأفارقة ولم يسبق له بزيارة القارة الإفريقية، ولكن الدولة العميقة الأمريكية لن تسمح له بتجاهلها بالكامل، فإدارة ترامب ما تفكر به من حلول لليبيا يتمثل في تقسيم البلاد إلى 3 أقاليم وهو حل يروجونه منذ إدارة ترامب الأولى.

وحذر من أن “ليبيا ليست في وضع سياسي ولا عسكري ولا اقتصادي ولا سيادي يسمح لها بأن تكون شريكا لأحد ولا حتى لجيرانها الأقربون، لذلك نعترض على زيارة هذه السفينة الأمريكية لأسباب تاريخية وسياسية لأننا لا يمكن أن نصبح حلفاء للأمريكان أصلا”.

ولفت إلى أنه ستبقى ليبيا ما لم تتوحد وتسترد سيادتها معبرا أمنيا وللمهاجرين غير الشرعيين ولجيوش العالم الأخرى باتجاه إفريقيا، و الذي يتصور مثلا أن روسيا تعول على ليبيا لكي يكون لها تمركز مستمر ودائم بالمتوسط هو مخطئ لأن المشروع الروسي الآن لا يستهدف المتوسط بالدرجة الأولى بل يستهدف العمق الإفريقي لأنه يعلم أنها قارة المستقبل.

وأتم بقوله “هناك غياب دائم للقرار السيادي الليبي أمنيا وعسكريا واقتصاديا، ولعل قرارا مؤتمر برلين بشأن إنشاء مسارين أمني واقتصادي يقودهما دول أجنبية”.

زر الذهاب إلى الأعلى