الفيتوري: ليبيا التي كانت فخورة في السابق بنفسها تتعرض حاليًا لإذلال غير محدود من الدول الأخرى

قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الفيتوري، إن ليبيا التي كانت في السابق فخورة بنفسها، تتعرض حاليا لإذلال غير محدود وسوء معاملة من قبل الدول الأخرى.
وأوضح الفيتوري، في مقال بصحيفة “ميدل إيست مونيتور”، أن نشاط دبلوماسي مكثف تقوم به الولايات المتحدة يلتقي فيها مبعوثها ريتشارد نورلاند والقائم بالأعمال جيرمي برنت مختلف المسؤولين ويزورون مختلف الأماكن والأمر نفسه ينطبق على السفير البريطاني، والسفير البريطاني، يكشف كيف وصلت البلاد للحضيض من خلال الإذلال وعدم الكرامة من قبل الآخرين.
وأشار إلى أنه لا يكاد يمر شهر دون أن يقوم أحد كبار قادة “أفريكوم” بزيارة ليبيا والاجتماع مع سياسيين وقادة عسكريين في شرق وغرب البلاد المنقسمة بالفعل.
وأردف بقوله “ليبيا لا تمتلك مؤسسة عسكرية موحدة وبها حكومتنا متنافستان ولكل منهما قياداتها العسكرية الخاصة ما يجعل البلاد منقسمة بصورة حقيقية وواقعية”.
ومضى قائلاً “الأزمة أن العديد من المسؤولين الليبيين لا يرغبون في إنكار مثل هذه اللقاءات بل يحبون عرض صورها، معتقدين بسذاجة أن مثل هذا العرض يعني دعم الحكومة الأمريكية لهم وأن هذا سوف يبقيهم في السلطة، ولكن في الواقع، عادة ما ينتقد عامة الناس مثل هذه الصور بشدة”.
واستدرك بقوله “في الحقيقة أنا أتساءل هل يقرأ المسؤولين الليبيين تعليقات عامة الناس على منشوراتهم وصورهم ولقاءاتهم على مواقع التواصل، والتي يبدو منها مظاهر الرفض والازدراء والإدانة”.
ولفت إلى أن معظم التعليقات على صور المسؤولين الليبيين تتهم الدبلوماسيين الغربيين، مع التركيز على الأمريكيين، بالتدخل في الشؤون الداخلية الليبية، وإعاقة قدرة البلاد على الخروج من أزمتها السياسية.
وأردف بقوله “المثير للحزن أنه يتنقل معظم الدبلوماسيين الليبيين المعتمدين في أنحاء البلاد بحرية، رغم ان دولا عديدة مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية وكوريا الشمالية والعديد من البلدان الأخرى بتقييد حركة الدبلوماسيين الأجانب وتقييد غرض زيارتهم لأماكن معينة”.
واستمر بقوله “على سبيل المثال، قامت وزارة الخارجية الأمريكية، بتقييد حركة الدبلوماسيين من كوريا الشمالية وإيران وليبيا داخل مدينة نيويورك نفسها، رغم أنهم تابعين للأمم المتحدة وليس للحكومة الأمريكية، التي تستضيف المنظمة الدولية فقط”.
وتطرق إلى أن “الليبيون فخورون للغاية بتاريخهم الحديث وتاريخ بلادهم، ويشعرون بالفخر بشكل خاص لأن بلادهم ربما تكون الدولة الوحيدة في أفريقيا التي كانت تحتفل بثلاث مناسبات لطرد القوات الأجنبية من ليبيا، في كل عام حتى 2011 عندما دمرت القوى الغربية البلاد”.
وعاد وقال “لكن اليوم، تتفكك ليبيا على يد سياسيين متنافسين متحالفين مع قوى أجنبية يرحبون ليس فقط بتدخلها السياسي، بل وأيضا بعودة القوات الأجنبية إلى نفس القواعد التي طردت منها في السابق”.
وذكر أنه “تتمركز اليوم قوات تركية نظامية ومرتزقة سوريين في 3 قواعد على الأقل في غرب ليبيا، كما تمتلك إيطاليا قوة غير معروفة العدد متمركزة في مصراتة وطرابلس، بينما تهيمن القوات الروسية على معظم القواعد العسكرية الليبية في شرق وجنوب البلاد”.
وأشار إلى أنه تم الترحيب بعودة القوات الأجنبية إلى ليبيا لأن السياسيين المحليين، بما في ذلك خليفة حفتر، في المنطقة الشرقية، أرادوا وجودها.
وأعرب الفيتوري عن أسفه من أن يرى كيف أن ليبيا، التي كانت ذات يوم دولة فخورة ومستقلة، انتهت ليس فقط إلى قاعدة للقوات الأجنبية، بل وأيضاً إلى تهديد لاستقلالها.
وأضاف بقوله “ليبيا وجدت نفسها مرة أخرى، في مرمى نيران القوى الأجنبية مثل روسيا وحلف “الناتو”، حيث يريد كل منهما الهيمنة على الدولة لتلبية احتياجاته الأمنية الخاصة”.
وأتم قائلا “اليوم، تتدخل أغلب القوى العالمية الكبرى والإقليمية في ليبيا، في حين تقبل جميعها وتؤيد جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي تدعو إلى إنهاء مثل هذه الأعمال على الفور، وهي حالة من النفاق العالمي على أعلى مستوى!”.