الفيتوري: ميلوني لا تعترف بحفتر كقائد للجيش واستخدمت مصطلح يحمل دلالة دعمها تقسيم ليبيا
أكد الكاتب مصطفى الفيتوري أنه رغم لقاء رئيس وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني مع الأمريكي خليفة حفتر، إلا أنها ومعظم الدول الأوروبية لا تعترف به ولا بجيشه.
وأوضح الفيتوري في مقال له بموقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني أن الموقع الرسمي للحكومة الإيطالية، أورد خلال لقاء ميولني وحفتر، مصطلح “برقة”، وهو الاسم التاريخي لشرق ليبيا الذي استخدمته إيطاليا أثناء احتلالها البلاد، وهو ما يحمل دلالة سلبية بالنسبة للكثير من الليبيين على دعمها تقسيم البلاد، بحسب قوله.
وتطرق الفيتوري لأزمة الوجود الروسي في ليبيا، ووصفه بأنه أمر بات يثير قلق الغرب وحلف الناتو، بسبب تمركز روسيا المتزايد حاليا في 3 قواعد عسكرية على الأقل في شرق وجنوب ليبيا، في قاعدة سرت القرضابية الجوية، وقاعدة الجفرة الجوية، وقاعدة براك الشاطئ الجوية في جنوب ليبيا.
وأردف بقوله “موسكو تخلت حاليا عن دعمها لحفتر من خلال مرتزقة فاغنر، واتجهت لأن تولي السيطرة المباشرة لوزارة الدفاع الروسية، وهو ما اتضح بصورة جلية من خلال زيارات نائب وزير الدفاع الروسي المتكررة”.
ومضى قائلا “يبدو أن ما تفعله روسيا الآن هو إعادة هيكلة مجموعة فاغنر السابقة وتحويلها إلى قوة قتالية أكثر مركزية تابعة لوزارة الدفاع من أجل إنشاء فيلق أفريقيا الخاص بها”.
ولفت إلى أن موسكو اختارت ليبيا كموقع مثالي لقيادة الفيلق الإفريقي، نظرا لموقعها الاستراتيجي على شواطئ جنوب البحر الأبيض المتوسط، مع شريط ساحلي طويل، ولأنها غنية بالنفط والغاز والمعادن الأخرى غير المستغلة، بما في ذلك الذهب.
واستطرد قائلا “تسعى روسيا منذ عقود إلى إيجاد موطئ قدم لها في المنطقة، وإلى جانب قواعدها العسكرية على الساحل السوري، فإن اكتسابها قواعد في ليبيا يمنحها نظرة عامة أوسع على شرق البحر الأبيض المتوسط بأكمله، وهي ميزة استراتيجية طويلة المدى”.
وأشار إلى أن أعضاء الناتو يشعرون بالقلق من أن الوجود الروسي الموسع في ليبيا يشكل تهديدًا أمنيًا مباشرًا للجناح الجنوبي للحلف.
وتحدث كذلك عن أن هناك وثيقة مسربة حديثا، تشير إلى أن موسكو تخطط للبقاء في ليبيا لسنوات قادمة، على الرغم من أن خروج جميع القوات الأجنبية من ليبيا كان شرطا أساسيا لأي عملية مصالحة ناجحة في ليبيا غير المستقرة.
وأورد كذلك أن روسيا ليست الوحيدة الموجودة في ليبيا فهناك وجود تركي وإيطالي وأمريكي مؤخرا عن طريق “أمينتوم”، رغم نفي الخارجية الأمريكية الرسمي لهذا الوجود، إلا أنها أكدت أن وجود بعض العناصر لتدريب الميليشيات في المنطقة الغربية.
وحذر من أن أي وجود عسكري أو أمني أجنبي في ليبيا يشكل تهديدا للبلاد وعقبة كبيرة أمام جهود وساطة الأمم المتحدة، فهو يساعد مختلف الأطراف السياسية والعسكرية على ترسيخ مواقفها في أي مفاوضات لإنهاء الصراع.
وأتم بقوله “وجود القوات الأجنبية يجعل ليبيا ساحة معركة محتملة بين مختلف اللاعبين الدوليين، مثل روسيا وحلف شمال الأطلسي، على سبيل المثال”.