بريطانيا تعترف بما سببته نكبة فبراير من “ضعف وانقسام واضطرابات” في ليبيا
اعترف سفير المملكة المتحدة لدى ليبيا مارتن لونغدن بما تسببت به نكبة فبراير من دمار وفوضى في ليبيا، بتأكيده أن ليبيا خلال السنوات الأخيرة تعاني حالة من الاضطراب والانقسام والضعف يمكنها أن تسبب مشاكل كبيرة لجميع جيرانها.
وأرجع لونغدون في مقال بصحيفة “الشرق الأوسط” هذه الفوضى إلى أن من يتمتعون بالنفوذ الأكبر داخل ليبيا، هم سبب تعثر العملية السياسية، مشيرا إلى أن الحياة الطبيعية في ليبيا هشَّة، والدولة تعاني من الانقسام والضعف، وتُستهلك ثروات البلاد على نحو غير مستدام.
وتابع بقوله “السياسة الليبية المتنازَع عليها، تُعد نتاجًا لعقد عصيب عايشته البلاد، ومن الضروري إيجاد حل عام وشامل لهذه النزاعات، والتعامل مع جميع التحديات التي تواجهها ليبيا اليوم”.
ومضى قائلا “الليبيون مُحبطون من أنَّ العملية التي تقودها الأمم المتحدة، لم تحقق الحكمَ الديمقراطي الشفافَ والفعال الذي يستحقونه، ويرغب هؤلاء الليبيون في أن تصبحَ أصواتهم مسموعة”.
وأقر السفير البريطاني بأن المجتمع الدولي لم يقدم دائمًا المساعدة الكافية لإنقاذ وإخراج ليبيا من أزمتها، بسبب اختلاف الأولويات وتشتت أنظارنا باتجاه أزمات أخرى، مضيفا بقوله “بعض الدول تستغل الانقسامات داخل ليبيا لتحقيق أجنداتها الخاصة، رغم أن أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، سيستفيدون جميعًا من عودة ليبيا إلى الحياة”.
وشدد على أن التفاوض حول ميثاق سياسي جديد في ليبيا، وتوحيد البلاد، أمر صعب وبطيء وفوضوي، وسيتطلَّب الأمر من قادة ليبيا أن يتحلوا بالشجاعة، وأن يقوموا بتسويات قد تكون غير مريحة في بعض الأحيان.
واستطرد قائلا “الأزمة أن مستوى الثقة بين الأطراف المعنية في ليبيا ضئيل، والرغبة محدودة في الإقدام على تنازلات صعبة، وهذه الأطراف ترى أنَّ الوضعَ الراهن مقبولٌ على نطاق واسع، وأنَّه سيستمر في حماية مصالحهم بشكل أفضل”.
وأتم بقوله “ليبيا تتحمل تكاليفَ باهظة بالفعل جراء المأزق السياسي الراهن، وينبغي لشعب ليبيا أن يتمتع بحياة أفضل مما يعيشه الآن، وما يحدث هو استهلاك للثروة الليبية، عبر الرواتب الحكومية، والدعم، والتهريب، والفساد، لضمان البقاء فحسب، في حين يتقدم منافسو ليبيا إلى الأمام طوال الوقت”.