حزب ليبيا الأمة: الأطراف الخمسة المسيطرة على المشهد والمجتمع الدولي مستفيدون من حالة الركود
قال الأمين العام لحزب ليبيا الأمة، ناصر أبوديب، إن قبل أن نتحدث عن الجمود السياسي في ليبيا، علينا الحديث عن أنه هل هناك أصلا سياسة في ليبيا، مضيفا أننا لا نملك سياسات واضحة تخرجنا من الوضع الحالي الذي نحن فيه حتى في المستقبل القريب، لأن العملية السياسية لم تقم على أسس صحيحة منذ اليوم الأول.
وأضاف ابوديب، في مقابلة عبر فضائية الوسط، أن حديث حفتر عن أن الإعلان الدستوري يعتبر مجمدًا، لكن ألم يستفيد هو والأطراف المسيطرة على المشهد من هذا الإعلان وتعديلاته، مشيرا إلى أن الأطراف المتمكنة في الدولة هي من تحدد ما هو الجمود وآلية التعامل معه، والجميع يشتغل من دون مفهوم سياسي واضح.
وأشار إلى أن مجلسي النواب والدولة مستفيدان من الوضع الحالي، رغم أنهما يمتلكان مفاتيح انفراج الأزمة، لافتا إلى أن المجتمع الدولي يعلم أنه لا يوجد حل في ليبيا أو الذهاب للاستقرار أو إمكانية قيام الدولة المدنية والحدثية، لكنه مستفيد مثل كل الأطراف من حالة الركود العام لذلك يحافظ عليه ولا يريد تحريك المياه الراكدة.
وتابع بقوله “من يستطيع أن يقدم رؤية للحل في ليبيا؟! لا يوجد أي شخصية أو جهة يمكنها تقديم رؤية، والحديث عن التوافق في ليبيا يكون مرتبط بصورة كبيرة بالتنازلات، فلو تنازل أي طرف لآخر فيمكن أن يصلوا لتسوية”، موضحا أن الأزمة أن الأطراف الخمسة المسيطرة على المشهد لا تريد تقديم أي تنازلات يمكن من خلالها أن ننقذ بها ما يمكن إنقاذه بهذه البلد.
وأردف أنه ما لم نقم بالضغط لإحداث تغيير حقيقي في العملية السياسية لن يجدي نفعا أي تغيير للحكومة، مضيفاً “لو لم يحدث هذا التغيير ستستمر حالة إدارة الأزمة في ليبيا من قبل الأطراف الخارجية المستفيدة من بقاء الوضع على ما هو عليه”.
ولفت إلى أن الإطار العام للدفع بالعملية السياسية مفقود وغير موجود، ورأينا باثيلي كيف لم يقدم أي مقترح للحل، متابعا أن الأطراف الليبية تكون دوما أقوى من أي مبعوث أممي، ومن دون فرض واقع أو حل جديد على هذه الأطراف لن نجد أي حل للأزمة لأن طرف منهم الأطراف الخمسة المسيطرة على المشهد متمسك بأماكنه.
وأتم بقوله “هناك دول لديها مصالح اقتصادية وسياسية وعسكرية في ليبيا مثل مصر وروسيا وتركيا وهناك دول مستفيدة من بقاء الجمود السياسي لأن ليبيا ليست من أولوياتها كالولايات المتحدة والدول الأوروبية، لكنها مهمة لهم بسبب موقعها الجغرافي الهام”.