الاخبار

دريجة: تحسن سعر الصرف يجب أن يتبعه جملة من الإصلاحات الاقتصادية

طالب الرئيس السابق للمؤسسة الليبية للاستثمار، محسن دريجة، بضرورة أن يصاحب تحسن سعر صرف الدينار الحالي، الذي بات قريبا من السعر الواقعي، جملة من الإصلاحات الاقتصادية.

وأوضح دريجة، في مقابلة عبر قناة “ليبيا الأحرار” المؤدلجة، أن هناك توقعات حالية بانخفاض العملة الأجنبية في ليبيا، وهو ما تسبب في تراجع سعره بالسوق الموازية.

وأردف بقوله “تخفيض الضريبة المفروضة على سعر الصرف، سيكون مرتبطا بسعر النفط وهو خارج إرادة المصرف المركزي والإنفاق الحكومي غير المرتبط أيضا بعمليات المصرف”.

واستمر قائلا “لا يستطيع المصرف حاليا إلغاء الضريبة وهناك عجز 3.5 مليون دولار بموازنة هذا العام، لأن هذا العجز لا يمكن التخلص منه من دون إجراء إصلاحات على الدعم، والخيارات المتاحة حاليا للمصرف المركزي لمعالجة العجز بالموازنة هو إمكانية توحيد الميزانية خلال الأسابيع المقبلة وترشيد للإنفاق”.

وحذر من أنه “بدون هذين الأمرين سيكون من الصعب للمصرف المركزي الاستمرار في عمله، فالاحتياطي المتاح للمصرف المركزي التعامل به لتجاوز الأزمة سعر الصرف لا تتعدى 40 مليار دولار، لأن الأموال ليست كلها حرة، فمنها احتياطي العملة الصادرة وأموال أخرى يديرها المصرف فقط”.

واستطرد قائلا “لابد أن نكون حذرين لأنه في غياب نشاط اقتصادي حقيقي في البلاد، لن يكون هناك عائد يذكر من الإنفاق التنموي، فنحن في أزمة كبيرة لأن سعر النفط هو الأعلى عالمياً منذ 2013، ولو لم نتمكن من زيادة احتياطاتنا في ظل هذه الظروف فنحن سنواجه أزمة كبيرة، ولكن التوسع في الإنفاق هو ما أدى لاستخدام كل العملة الأجنبية وأكبر وبعض الاحتياطات”.

وشدد على أنه “ليس من المجدي أو الرشد أن يتم استخدام ميزانية بعجز 10 مليار دولار ونحن احتياطياتنا الحرة لا تتجاوز 40 مليار دولار، وليس من المتوقع أن يحدث تغير جذري في الاقتصاد الليبي وأن يصبح منتجا”.

وحذر من أن “الوضع الاقتصادي بني على أساس سعر برميل النفط 100 دولار، وهو ما حذرنا منه مرارا، خاصة مع وصول سعر برميل النفط عند 70 دولار، ويجب أن يكون هناك جدية في التعامل مع السياسة المالية والتجارية والصناعية مع هذه الأزمات”.

ولفت إلى أن المنظومة المصرفية تحتاج لكثير من العمل، من خلال عقد الجمعية العمومية للمصارف بعد عقد مجلس إدارة المصرف المركزي وهو عمل يجب أن ينفذ في أسرع وقت.

وأتم بقوله “المصرف المركزي الآن بسط سيطرته على السوق الموازي، وهو أفضل مما كان وهو أمر إيجابي، لكن المهم في هذا الصدد هو أن السوق الموازي بات يعمل في حدود ضيقة”.

زر الذهاب إلى الأعلى