رابطة “الناتو” في كندا تعترف بفشل الحلف في ليبيا بعد نكبة فبراير
اعترفت رابطة “الناتو” في كندا بفشل الحلف في ليبيا بعد نكبة فبراير عام 2011.
وأشارت الرابطة في دراسة حول الوضع في ليبيا، بأن الحلف فشل بتحمل مسؤولياته بالبلاد منذ عام 2011.
وذكرت الرابطة أن تدخل الناتو والغرب في ليبيا عام 2011، كان مدفوعا بمجموعة من المصالح التجارية وحسابات القوة الواقعية السياسية والمخاوف الإنسانية العالمية.
ورصدت الرابطة في دراستها أنه على مدى عقد من الزمان الذي تلا تدخل الناتو، باتت ليبيا دولة فاشلة بامتياز.
وأردفت قائلة “نتيجة لهذا، يعتبر العديد من الغرب ليبيا مثالاً آخر على ضعف الغرب وعدم قدرته على التدخل بفعالية في العالم الإسلامي على سبيل المثال العراق وسوريا وأفغانستان، فضلاً عن كونها عقبة رئيسية في الجهود الرامية إلى إرساء الديمقراطية”.
ومضت بقولها “في حين لم تتحول ليبيا بالتأكيد إلى الديمقراطية بفعالية حتى وقتنا الحالي، فإن هذه الحالة تنطوي على الكثير من التفاصيل الدقيقة أكثر من مجرد تشويه سمعة فكرة تغيير النظام”.
وتطرقت الدراسة إلى أن اعتماد “الناتو” على مبدأ مسؤولية الحماية كمبرر للتدخل في ليبيا، كان واهيا، حيث أن هذا التدخل كان مدفوعا بدوافع مختلطة بين الدول الأعضاء في حلف الناتو في قراراتها ببدء العمليات والمشاركة فيها ضد القائد الشهيد العقيد معمر القذافي، أبرزها ضمان إمدادات الطاقة لأعضائه.
ولفتت الدراسة إلى أن الأزمة وقعت بعد ذلك التدخل، حيث لم يكن هناك انتقال منظم إلى نظام ما بعد القذافي، وبدلاً من ذلك، عانت ليبيا من حرب أهلية في عام 2011 ومرة أخرى من عام 2014 إلى عام 2020.
واستطردت قائلة “نتيجة لذلك، كان هناك فشل كامل في إنشاء أي مؤسسات حاكمة قادرة على توفير الأمن والخدمات الصحية والتعليمية الأساسية، كما أن القطاعات المالية والنفطية في ليبيا تعمل بشكل مستقل عن الحكومة، حيث كانت توزع الأموال على زعماء الميليشيات المتنافسة في نظام زبائني أشبه بالمافيا”.
وفي رصدها لتبعات تدخل الناتو، أشارت إلى أنه اعتبارًا من عام 2016، اعتبرت الأمم المتحدة أن ما يقرب من 1.3 مليون ليبي، من إجمالي عدد سكان يبلغ 6.2 مليون نسمة، في حاجة إلى مساعدات إنسانية.
وأضافت قائلة “منذ عام 2014، لقي ما يقرب من 30 ألف ليبي حتفهم أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط، ولإنهاء هذه الفوضى، تم توقيع وقف إطلاق النار بين الميليشيات المختلفة في عام 2020، الذي صمد حتى الآن، وإن كان هشًا إلى حد ما”.
وقالت إن هذه الحالة المأساوية تثير أسئلة واضحة: ما الذي تسبب في الفشل في ليبيا؟ وكيف يمكن تجنب مثل هذه الإخفاقات في المستقبل؟
وأتبعت بقولها “الفشل لم يكن في مهمة حلف الناتو، بل كان في الخطة اللاحقة لإدارة أوباما، فالفشل في ليبيا لاحق في عملية التحول الديمقراطي، حيث كانت خطة ما بعد القذافي تعتمد إلى حد كبير على قدرة المجلس الوطني الانتقالي على الحكم دون تدخل عسكري أميركي كبير، ومن الواضح أن هذا لم يحدث”.
وأتمت بقولها “هذا التدخل، يوضح العديد من الدروس المهمة، أبرزها أن هذا الفشل درساً لصناع السياسات الغربيين حول الوضوح الأخلاقي الذي سقطوا فيه بصورة واضحة”.