سلامة: الجهات الداخلية الفاعلة هي من تعيق تقدم العملية السياسية في ليبيا
أكد المبعوث الأممي الأسبق لدى #ليبيا غسان سلامة، أن الجهات الفاعلة الداخلية هي التي تعيق بشكل رئيسي تقدم العملية السياسية في ليبيا.
وقال سلامة في مقابلة مع صحيفة “الديلي صباح” التركية، إن خلال فترة وجوده في ليبيا، كان لديه 3 نقاط على جدول أعماله، الأولى، والتي يعتقد أنها الأكثر أهمية، هي السماح بإنتاج النفط لأن البلاد تعيش على النفط ولأن الناس لن يعيشوا بدون النفط.
وأتبع قائلا “النقطة الثانية، هي التوصل إلى وقف إطلاق النار لأنه في ذلك الوقت تعرضت طرابلس للهجوم من قبل مصراتة في عام 2018، وكان من الصعب للغاية التوصل إلى وقف لإطلاق النار عندما تعرضت طرابلس للهجوم من قبل خليفة حفتر في عام 2019”.
وواصل بقوله “النقطة الثالثة، هي محاولة الحفاظ على المؤسسات المختلفة للدولة الليبية موحدة قدر الإمكان، لقد قطعنا خطوة كبيرة إلى الأمام في بداية عام 2020 عندما نظمنا قمة برلين في ليبيا، وهذه القمة أسفرت عن نتائج فورية بشأن النقطة الأولى وهي إنتاج النفط. يتم إنتاجه بشكل أكثر انتظامًا على الرغم من انقطاعه من وقت لآخر، لأنه يحتاج 7 ملايين ليبي بشدة إلى هذا الإنتاج للبقاء على قيد الحياة؛ فهم لا يصدرون أي شيء آخر”.
واستدرك قائلا “مؤتمر برلين أنتج لجنة أمنية 5+5 على الصعيد الأمني، والتي أسفرت عن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وأرحب بعمل اللجنة الذي لا يزال جاريا حتى الآن، واجتمعت مؤخرًا في تركيا لمناقشة الخطوات الإضافية التي يمكن اتخاذها من أجل السلام والاستقرار والأمن في الدولة الواقعة في شمال إفريقياط.
وذكر سلامة أن “الوضع الأمني في ليبيا أفضل بكثير مما كان عليه في السابق، لكن الجزء الأصعب في ليبيا حاليا هو ضمان النقطة الثالثة المرتبطة بتوحيد المؤسسات”.
ولفت إلى أنه “في كل مرة نقترب فيها من إعادة توحيد المؤسسات، يأتي تحالف من القوى ويمنع الوسيط من التحرك في هذا الاتجاه، سواء كان ذلك إعادة توحيد الحكومتين، أو الانتخابات، أو الحفاظ على وحدة القضاء”.
واستمر في هجومه على الأطراف الداخلية الليبية بقوله “في كل مرة، أولئك الذين يشعرون أن الوحدة تعني لهم خسارة يعيقون العملية”.
واستدرك قائلا “عندما يتعلق الأمر بليبيا، يبالغ الناس في تقدير دور القوى الخارجية، فالأزمة بالأساس مرتبطة بالقوى التي في داخل ليبيا، فالأطراف الداخلية تضع حق النقض تجاه أي حركة توحيد لأنهم يخشون أن يخسروا مزاياهم إذا كان هناك توحيد”.
وشدد على أن “القوى الخارجية تدافع في الأساس عن مصالحها وهو أمر منطقي، لكنني أعتقد أنها يجب أن تتوصل إلى استنتاج مفاده أن مصالحها محمية بشكل أفضل في ظل ليبيا الموحدة، وما تخشاه القوى الخارجية هو أن تأتي ليبيا تحت قيادة واحدة وأن هذه القيادة ليست صديقة لهم”.
وأتم بقوله “هذه البلدان التي لا تساهم في التقدم، بسبب مخاوفها من أن يأتي على قيادة ليبيا شخصية ليست صديقة لهم تعاني من قصر نظر شديد للغاية، فتحقيق الاستقرار الاقتصادي من خلال إنتاج النفط والأمن النسبي أكثر أهمية في الوقت الحالي من الفصل السياسي الأكثر تعقيدًا داخل ليبيا”.