عقيل: حديث الطرابلسي عن “شرطة الأخلاق” ربما يأتي في إطار استعداداته للحرب
أكد الباحث السياسي عز الدين عقيل، أن حديث وزير داخلية الدبيبة عماد الطرابلسي عن “شرطة الأخلاق” له أسباب سياسية أكثر منها “أمنة أو اجتماعية”، لأن حديثه كان مصبوغاً برائحة الحرب.
وأوضح عقيل في مقابلة مع قناة “العربية”، أن مهاجمة الطرابلسي بعض الأطراف المسلحة المنافسة له في طرابلس، يعني أنه سيدخل في صراع مسلح قريب، ولذلك هو يبدو أنه أراد مغازلة بعض الجماعات المسلحة الإسلامية بحديثه عن شرطة الأخلاق تلك، بحسب قوله.
وأردف قائلا “ربما يكون الطرابلسي طلب من هذه الجماعات الإسلامية هذا الأمر كعربون على تعاونها معه، وحكومة الدبيبة يبدو أنها خجلت على التعليق على كلام الطرابلسي، وصمتها يبدو أنه خوفا من فقدانها التحالف مع هذا الوزير أكثر من كونها متواقفة معه”.
ومضى بقوله “لم يكن من مهام هذه الشرطة منذ أيام الملكية ملاحقة الناس في المقاهي هذا بعيد كلياً عن عملها، فما يقوله الطرابلسي ليس إلا مغازلة لجماعات سلفية مسلحة، قد تسانده في خوض حرب مقبلة، خاصة وأن من يواجهه أقوى الكيانات المسلحة في طرابلس”.
وحذر الطرابلسي بأن كلامه “بمثابة إعلان عن دولة دينية أكثر منه إعلان عن دولة تقليدية كانت موجودة منذ أكثر من 50 عاما في ليبيا”.
واستطرد قائلا “الأزمة أن الحكومتين في ليبيا ليستا حكومتين تقليدتين ولهما ظرروف خاصة بعملهما وإطلاقهما فهم مكونين من محاصصات ومغالبات، لذلك قد يكون الطرابلسي أقوى من الدبيبة في هذه الحكومة.”
واستمر بقوله “الطرابلسي يتصرف ويتكلم بشكل حر لأنه يمتلك حجم قوة أقوى من رئيس الحكومة نفسه، وأعتقد أن الدبيبة قد لا يكون متوافق على الإطلاق مع تصريحات الطرابلسي، لكنه لا يستطيع الخروج والإعلان عن ذلك خوفا من خسارته حليف قوي”.
وأتم قائلا “السؤال الآن، إذا كان الطرابلسي يستطيع أن يقول ما يريد، فهل يستطيع تطبيق ما يريد؟ هذا علينا أن ننتظر ونرى كيف سيكون رد فعل الشعب الليبي إذا ما سعى للبدء في تطبيق مثل هذه البرامج في التطبيق بالشوارع العامة”.