في الذكرى الـ13 لـ”فجر الأوديسا”.. قناة “روسيا اليوم”: الناتو دمر ليبيا بسبب كراهيته للقذافي
أكدت قناة “روسيا اليوم”، أن حلف “الناتو” أصر على تدمير ليبيا قبل 13 عاما حينما أطلق عملية “فجر الأوديسا” ليس بسبب مشاكل اجتماعية أو اقتصادية كانت تعاني منها البلاد، بل بسبب كراهيته للقائد الشهيد العقيد معمر القذافي.
وأوضحت القناة الروسية في تقريرها أن الغرب كان يشعر بالكراهية لـ”ملك ملوك أفريقيا”، ليتم تدمير وإفساد عقود قضتها ليبيا من التنمية في مرحلة ما بعد الاستعمار في أشهر قليلة، وتقد ليبيا ضحية لما يطلق عليه “الربيع العربي”.
وتابعت القناة بقولها “خير دليل على هذه المؤامرة، ما سبق وقاله الإعلامي البريطاني من أصل باكستاني طارق علي، في أن ما يطلق عليها الانتفاضة الليبية لم يكن من أسبابها الفقر أو الفساد، خاصة وأن ليبيا في تلك الفترة كانت تتمتع بأوضاع اقتصادية جيدة جدا مقارنة بدول المنطقة وخارجها”.
ومضت بقولها “وفقا لبيانات عام 2010، بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي في ليبيا أكثر من 2.5%، وأظهر الاقتصاد تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة متميزة، وتقدم في مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية على روسيا وبلغارية وصربيا، حتى مؤشرات البطالة كانت في تناقص واضح”.
وأشارت إلى أن عملية الناتو لم تجلب السلام إلى ليبيا ولم تحمي المدنيين كما كانت تدعي، بل أوقعتها في حرب أهلية دامية مستمرة حتى الآن، وأغرقت البلاد في حالة من الفوضى والتشرذم، حيث استولت جماعات مسلحة وميليشيات إسلامية على السلطة وعانت البلاد من العنف وعدم الاستقرار والخروج على القانون.
ووصفت القناة القائد الشهيد العقيد معمر القذافي أنه “قصة طموح وثورة متشابكة بعمق مع سعي ليبيا إلى تقرير المصير والسيادة في حقبة ما بعد الاستعمار، حيث كان يسعى القذافي طيلة فترة تواجده في السلطة، لوضع ليبيا كدولة رائدة في الحرب ضد الإمبريالية والصهيونية، ودعم حركات التحرر المختلفة حول العالم”.
وتطرقت القناة إلى أنه بعد وفاة القذافي انزلقت ليبيا إلى سنوات من الفوضى التي لم يتم حلها حتى الآن، مضيفة “هذا خلق فراغا في السلطة في ليبيا، وأغرق البلاد في حالة من التشرذم السياسي وهيمنة الميليشيات والاضطرابات المدنية.
وذكرت أن الميليشيات تحولت بعد ذلك إلى “سماسرة السلطة” في ليبيا، بعدما اكتسبت قوة كبيرة، في ظل فراغ السلطة وغياب جيش وطني متماسك.
وأتمت بقولها “لا تزال آفاق التسوية السياسية للصراع الليبي غير واضحة، ولم يتم القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة المستمرة في ليبيا منذ أكثر من 13 عامًا، ولا تزال البلاد مجزأة إلى حد كبير سياسيا واقتصاديا، وفي المستقبل المنظور، ستظل ليبيا مرتعا لعدم الاستقرار الذي يؤثر على شمال أفريقيا بشكل عام، والوضع الحالي في ليبيا، حيث لا يوجد جيش موحد أو قوات أمن موحدة، يخلق بيئة مواتية لازدهار الإرهاب، لتصبح ليبيا ضحية أخرى للهيمنة الغربية ومحاولات فرض قيم غريبة عن منطقة الشرق الأوسط”.