الاخبار

مجلة أمريكية: روسيا استغلت الانقسامات في ليبيا منذ 2011 لتعزيز أجندتها الخاصة

قالت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية إن تواجد روسيا العسكري في ليبيا سيخلق مشاكل كبرى لأوروبا في البحر المتوسط وأفريقيا.

وأوضحت المجلة الأمريكية أن روسيا استغلت الانقسامات الإقليمية الحادثة البلاد منذ 2011، لكي تخلق تهديدا للجناح الجنوبي لحلف الناتو، ولتعزيز أجندتها الإقليمية الخاصة.

وأشارت إلى أن صور الأقمار الصناعية تتظهر أن موسكو تنقل مؤخرا طائرات هليكوبتر من طراز “كا-52” وأنظمة “إس-400” للدفاع الجوي إلى ليبيا، وهو ما يعني أنها تعيد نشر قواتها الرئيسية من سوريا إلى ليبيا.

ولفتت إلى أنه توفر ليبيا منصة مثالية لإعادة تأكيد النفوذ الذي كان محل نزاع في سوريا، كما حدث في سوريا، حيث استخدمت موسكو وطهران الصراع لترسيخ وجودهما، فإن المشهد الليبي المضطرب يوفر الآن ملعبا للقوى الخارجية.

وأتبعت قائلة “في حين منحت سوريا الوصول إلى الممر الشامي وعتبة باب إسرائيل، تقدم ليبيا عمقا استراتيجيا في أفريقيا، مما يسمح لروسيا بفرض قوتها في منطقة الساحل”.

ومضت بقولها “تعكس أهداف روسيا في ليبيا طموحات أوسع، طموحات توفر لها المشاعر المعادية للغرب والدول الهشة أرضا خصبة، وتسعى موسكو إلى وجود بحري دائم في البحر الأبيض المتوسط، وهو طموح قائم منذ فترة طويلة ويتطلب الوصول إلى الموانئ على مدار العام والقدرة على نشر الأصول البحرية”.

واستدركت قائلة “تسعى موسكو إلى السيطرة أو النفوذ على طرق العبور من ليبيا، وهو ما من شأنه أن يضع روسيا في موقف يسمح لها بالضغط على أوروبا بشأن طرق الطاقة والبنية الأساسية الحيوية”.

وشدد التقرير على أن مركزية ليبيا الجغرافية تعمل على تضخيم قيمتها الاستراتيجية، فهي تقدم نفوذا متعدد الاتجاهات: شمالا نحو أوروبا، وجنوبا نحو منطقة الساحل، وغربا عبر المغرب العربي.

وحذر من أن “الوجود الروسي المحدود في شرق البلاد يوفر نفوذا كبيرا على الطرق الحيوية في البحر الأبيض المتوسط وعبر الصحراء الكبرى”.

وتطرق إلى أن “الآثار المترتبة على الوجود الروسي في ليبيا لا تقتصر على المنطقة بل إن الآثار المترتبة على أوروبا شديدة أيضا، فقد تضع القوات الروسية العاملة انطلاقا من ليبيا أسلحة متقدمة وقدرات تخريبية على مسافة قريبة من البنية الأساسية الأوروبية الحيوية”.

وحذر كذلك من أن التواجد العسكري الروسي في ليبيا من شأنه أن يجعل الطرق البحرية والكابلات البحرية وممرات الطاقة عرضة للتعطيل.

وانتقل التقرير إلى الإشارة إلى أن ما يفيد روسيا حاليا البيئة الليبية أكثر تفتتاً من البيئة السورية، ما يجعلها اكثر قدرة على الترسخ، ولكن هذا يمكنه أن يخلق بدوره بيئة هشة حيث يمكن أن تؤدي الإجراءات الدقيقة إلى عواقب وخيمة، في بلد مليئة باللاعبين الخارجيين.

وأتم بقوله “مشاركة موسكو الأكثر مرونة في ليبيا تعزز قدرتها على استغلال نقاط الضعف وسط انسحاب غربي تاريخي من أفريقيا”.

زر الذهاب إلى الأعلى