مجلة “شمال أفريقيا”: مسار ليبيا نحو الاستقرار لا يزال متعثرًا بسبب التشرذم والصراعات المسلحة
أوج #روما
أكدت مجلة “شمال أفريقيا” أن مسار ليبيا نحو الاستقرار لا يزال، مع نهايات عام ٢٠٢٥، متعثرًا بسبب التشرذم والصراعات المسلحة، حيث لا تزال السلطة مُقسّمة بين حكومتي الدبيبة وحماد، ولم ينجح أي من الجانبين في حل الجمود بشأن الانتخابات الوطنية أو دمج المؤسسات رغم سنوات من المفاوضات.
وأشارت إلى أن الميليشيات لا تزال تعمل باستقلالية كبيرة، مسيطرةً على المناطق المحلية، ومستجيبةً للنزاعات بالقوة بدلاً من الحوار، كما لا تزال السلطة المركزية ضعيفة، ووقف إطلاق النار هش، وغالبا ما ينهار في دورات جديدة من المواجهة.
وقالت إن فترات الهدوء في طرابلس تتخللها بانتظام تصعيدات مفاجئة، حت إن الحياة اليومية في العاصمة تتشكل بفعل حروب النفوذ وصراعات السلطة، وأجبرت عمليات إطلاق النار المتكررة والاختطاف وإغلاق الطرق السكان على تغيير روتينهم، مع نزوح بعض العائلات وإغلاق المدارس في المناطق شديدة الخطورة.
واعتبرت أن صمود الانتخابات البلدية ومشاركة الناخبين حتى في المناطق التي حاولت فيها الجماعات المسلحة عرقلة العملية، يظهر انخراطا مدنيا، إلا أن الإلغاءات الجزئية في المناطق الغربية وغياب الانتخابات في معظم أنحاء الشرق والجنوب سلطت الضوء على مدى بعد ليبيا عن الحكم الموحد.
ولفت إلى أن الاعتقالات التعسفية والقتل خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري أمور منتشرة على نطاق واسع، ولا تزال المساءلة بعيدة المنال في ظل معاناة المؤسسات القضائية من التدخل والخوف من الانتقام.
وعدّت المهاجرين واللاجئين من بين الفئات الأكثر ضعفًا، حيث يقعون ضحايا لشبكات الاتجار بالبشر أو الانتهاكات من قبل جهات أمنية، ويواجهون الابتزاز والاحتجاز والعنف، وحوّلت هذه الظروف ليبيا إلى منطقة عبور عالية الخطورة،
وأضافت أن الوسطاء الدوليين يواصلون الضغط على جميع الأطراف لإعادة بناء المؤسسات، ويُنظر على نطاق واسع إلى الحوكمة المالية وإصلاح قطاع الأمن كخطوات أساسية نحو انتخابات وطنية ذات مصداقية.