مجلة فرنسية: روسيا تسيطر نظريًا على حفتر وحكومة حماد لتعزيز نفوذها في ليبيا

قالت مجلة “موند أفريك” الفرنسية، إن روسيا سيطر نظريا على الأمريكي خليفة حفتر وحكومة حماد في شرق ليبيا، لتعزيز نفوذها في ليبيا، ضمن حملتها لإعادة تعريف وجودها العسكري في البحر المتوسط بانتقالها من سوريا إلى ليبيا.
وذكرت المجلة الفرنسية، أن القوات الروسية تعيد انتشار قواتها في منطقة الساحل الإفريقي وليبيا على وجه التحديد منذ 21 يناير الماضي، مع تزايد احتماليات انهيار اتفاق موسكو ودمشق الذي كفل لها استغلال ميناء طرطوس طيلة 49 عاما.
ولفتت إلى أن موسكو لا تريد خسارة قاعدتها البحرية الوحيدة على البحر المتوسط، لذلك تبحث عن بدائل محتملة وليبيا أبرز هذه الوجهات.
وأشارت إلى أن موسكو تستخدم سفينتا شحن عسكريتان “سبارتان” و”سبارتان 2″ من ميناء طرطوس في سوريا في نقل الأسلحة والعتاد العسكري من قاعدتي طرطوس وحميميم إلى ليبيا.
ولكن عادت المجلة وقالت إنه لا يزال يشكل ميناء طرطوس أهمية استراتيجية كبيرة للروس، فهو يسهل نقل المعدات والأسلحة إلى ليبيا، وحلقة وصل استراتيجية مهمة بين قواتها المتمركزة في المغرب العربي وإفريقيا بشكل عام.
وأردفت قائلة “بعد حرمان روسيا من نقاط دعمها السورية، تحاول روسيا تعزيز وجودها في ليبيا والبحر الأبيض المتوسط، فموسكو تسيطر حاليا على عدة قواعد داخل ليبيا أبرزها قواعد الجفرة والخادم وبراك الشاطئ والقرضابية، وتعمل كذلك على تطوير وإنشاء قاعدة جديدة في الجنوب الليبي وهي قاعدة معطن السارة”.
ومضت بقولها “قاعدة معطن السارة توفر لموسكو فرصة استراتيجية كبرى، خاصة وأنها على مقربة من حدود تشاد والنيجر، وتفتح لروسيا ممرا لتمديد نفوذها لمنطقة الساحل، خاصة مع الانسحاب الفرنسي الواضح من المنطقة”.
واستدركت قائلة “ستعمل موسكو على تعزيز أنشطتها في تهريب الأسلحة والمعادن والمهاجرين من خلال هذه القاعدة التي تقع بالقرب من مدينة القطرون الليبية التي تعتبر مركزا رئيسيا لعصابات التهريب في جنوب ليبيا”.
وتطرقت إلى أن هذه المنطقة الغنية بمناجم الذهب التي تستغلها قبائل التبو والمرتزقة التشاديون باستخدام المهاجرين أثناء عبورهم للبحر الأبيض المتوسط، ستوفر مصدرا جديدا للدخل بالنسبة لروسيا.
وذكرت أيضا أنه سيسمح إنشاء هذه القاعدة لروسيا بإنشاء ممر بين النيجر وليبيا لأخذ نصيبها من اليورانيوم الذي تستخرجه الصين بتلك المنطقة وتصديره عبر البحر المتوسط لأسواق أخرى.
وتطرقت إلى أنه على المدى الطويل، قد تفكر روسيا أيضًا في إنشاء قاعدة بحرية في بنغازي أو طبرق، من أجل تعويض الخسارة الاستراتيجية الناجمة عن إغلاق قاعدة طرطوس في سوريا.
وقالت كذلك إن هناك مفاوضات جادة بين حفتر والكرملين لإنشاء القاعدة البحرية التي ستكون بمثابة نقطة انطلاق لعملياتها في المنطقة، مضيفة أن “إنشاء قاعدة بحرية روسية دائمة في ليبيا سيوفر لموسكو ميزة لوجستية كبيرة، مما يسهل عبور الأسلحة والقوات ليس فقط إلى القواعد الروسية في ليبيا ولكن أيضًا في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى”.
وشددت على أن روسيا تدرك أن وجودها في البحر المتوسط يمكنه أن يخفف الضغط عليها في أوكرانيا لأنه يشكل تهديدا أمنيا كبيرا للدول الغربية.
وأتمت بقولها “من شأن سيطرة موسكو على قاعدة بحرية في ليبيا وقاعدة معطن السارة في الجنوب، أن يساعدها على تطوير تجارة المعادن والأسلحة، ويمكّن روسيا من استبدال القوى الغربية تدريجياً في مجال الأمن الإقليمي”.