محلل سياسي: ليبيا سقطت في براثن الصراع الدولي بين أمريكا وروسيا
أكد رشيد خشانة، المحلل المختص في الشأن الليبي، أن الوضع في ليبيا بعد استقالة باثيلي يتجه نحو الفراغ والمجهول إن لم يكن العنف والحرب.
وأوضح خشانة في تصريحات لإذاعة “مونت كارلو” أن وجود باثيلي كان فرصة لليبيا، لأنه إفريقي وكان ممكن معه الوصول لحل سياسي وسلمي للصراع في ليبيا، مشيرا لأن لاستقالته تبرهن على أنانية من يتصدروا المشهد بعد نكبة فبراير، وعدم تفكيرهم إلا في مصالحهم الشخصية حتى لو على حساب البلاد.
وأردف قائلا “الأنانية الضيقة لبعض زعماء ليبيا هي ما تعطل مجهودات كل مبعوثي الأمم المتحدة”، مرجحا سبب استقالة باثيلي إلى فشله في مبادرة الطاولة الخماسية وفشل إجراء المؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية الذي كان يتم الإعداد له في سرت.
ومضى قائلا “باثيلي كان يعول على مؤتمر المصالحة الجامع على تحقيق تقارب بين الأطراف الليبية تمهد لحل سياسي، وفشل إجرائه يدخل البلاد إلى المجهول وتهاوت معنويات المبعوث الأممي”.
وحذر كذلك من أن ليبيا يبدو أنها سقطت فعليا في براثن الصراع الدولي مع وصول قوات روسية مدعومة من الأمريكي خليفة حفتر إلى الأراضي الليبية، وبشكل موازي التدخل الأمريكي بعدة أشكال، ما يجعل القرار ليس ليبيا بامتياز، بحسب قوله.
واستطرد بقوله “الأطراف الليبية الحالية لا تفكر أبدا في الوصول إلى حلول لأن بقاء الوضع الحالي في مصلحة جميع الأطراف حاليا، فمثلا الدبيبة يتصرف في عوائد النفط كأنها ملك له، وحفتر له جيشه وقراره وهو يفتي من يكون رئيس ليبيا ومن لا يكون، وهو مؤشر على أن اتساع العنف ستزيد وتيرته بصورة كبيرة خلال الفترة المقبلة”.
وأتم قائلا “الوضع في ليبيا متعفن بصورة خطيرة ولا يمكن إنقاذه إلا بخطوات جريئة وقوية من المجتمع الدولي، وأزمة ليبيا أن العقلاء في ليبيا بعيدين عن صناعة القرار والمال، وهو ما سيجعل الأمور عالقة لفترة طويلة”.