منصة للتحقيقات الاستخباراتية ترصد توسع عسكري روسي ضخم في ليبيا: بوتين حولها بوابة له ليصل إلى قلب إفريقيا
رصدت منصة “إيكاد” للتحقيقات الاستخباراتية العربية، ما وصفته بأنه توسع عسكري ضخم للقوات الروسية في قواعد ليبية، في عملية هي الأضخم من نوعها في قلب ليبيا.
وأوضحت المنصة، أن القوات الروسية تحاول أن تقوم بتحولات جذرية في المنطقة، بانتشار هو الأوسع للفيلق الروسي في ليبيا، التي يبدو أن بوتين حولها بوابة له ليصل عن طريقها إلى قلب قارة إفريقيا.
ورصدت المنصة تغيرات في 4 قواعد عسكرية استراتيجية في وسط ليبيا وشمالها، منذ تشكيل الفيلق الروسي في نوفمبر 2023، وهي قواعد الجفرة والقرضابية وبراك الشاطئ والخادم وميناء طبرق.
وأشارت إلى أن صور أقمار صناعية عالية الجودة تم التقاطها في الفترة من فبراير إلى يونيو الماضيين لقاعدة براك الشاطئ العسكرية، التي تسيطر عليها قوات حفتر منذ ديسمبر 2016 واستخدمتها كقاعدة تعزيز عسكرية خلال هجومها على طرابلس، تظهر انتشار واسع للقوات الروسية.
وأردفت بقولها “الصور كشفت تغييرات مهمة في القاعدة، منها ترميم منشآت قائمة، وإضافة منشآت جديدة، وظهور معدات عسكرية جديدة”.
ومضت قائلة “ظهر من خلال تحليل الصور ليوم 18 أبريل، وجود عدد كبير من العربات داخل القاعدة، والتي يبدو أنها شاحنات نقل كبيرة، بعضها ربما محمل بمعدات عسكرية، وعربة عسكرية يُرجح أنها ناقلة جنود مضادة للألغام والكمائن، وشاحنتين صغيرتين باللون الأبيض، وسيارة نقل عسكرية”.
واستطردت بقولها “تشير هذه المعطيات إلى تجهيزات عسكرية لوجستية مهمة في قاعدة براك الشاطئ، وهذه الشاحنات تطابقت بشكل كبير مع الشاحنات التي أظهرتها فيديوهات تداولها نشطاء ليبيون، أواخر أبريل في مدينة طبرق الواقعة شمال شرق ليبيا وتقع تحت قيادة قوات حفتر”.
ولفتت إلى أن هذا يشير إلى احتمالية وجود تنسيق بين النشاطات العسكرية في براك الشاطئ وما يجري في المناطق الأخرى التي تسيطر عليها قوات حفتر.
وذكرت أنه تم رصد تغيرات كبيرة في القاعدة خلال شهر أبريل، حيث ظهر في يوم 28 أبريل طائرة شحن عسكري بمدرج الهبوط في القاعدة.
وقالت إنه بتحليل الشكل الهندسي للطائرة تطابق لحد كبير مع طائرة الشحن العسكري الروسية “آي إل-76″، المخصصة لنقل القوات والمعدات العسكرية والذخيرة، ما يُرجح أنها استُخدِمَت لنقل العتاد أو المقاتلين والخبراء للقاعدة.
وألمحت إلى أن ما يعزز من فرضية أن الرحلات والتغيرات في القاعدة مرتبطة باستعدادات استقبال الفيلق الروسي، أنها تزامنت مع أنباء عن تصاعد التواجد الروسي العسكري في براك الشاطئ:
وتطرقت إلى أن قاعدة براك الشاطئ لم تتخلف عن ركب التطورات الذي جرى في قاعدة القرضابية والخادم، فقد شهدت القاعدة بعض عمليات الترميم والإنشاءات، بجانب رصد رحلات شحن عسكري وظهور شاحنات عسكرية ومعدات في القاعدة، نرجح ارتباطها بالفيلق الروسي.
وانتقلت إلى رصد ما يحدث بقاعدة الجفرة العسكرية، التي تعد من أكبر القواعد الجوية في ليبيا، وتسيطر عليها قوات الأمريكي حفتر منذ عام 2017، قائلة إنه ظهرت حركة عسكرية روسية غير معتادة بها.
وأضافت قائلة “بمراجعة صور الأقمار الصناعية المتاحة، ظهر رحلات عديدة منذ بدء تشكيل الفيلق الروسي، ففي نوفمبر وديسمبر 2023، تم رصد 13 رحلة شحن عسكرية روسية على الأقل للقاعدة”.
وواصلت قائلة “من بين هذه الرحلات، رحلة كانت في يوم 7 ديسمبر، تعرضت حينها طائرة تتبع فاغنر كانت في القاعدة لهجوم مجهول أدى إلى تدميرها.
وعن هذه الطائرة قالت: “كان من المفترض أن هذه الطائرة انطلقت من قاعدة حميميم الروسية في سوريا، وكانت تنقل معدات عسكرية من بينها أجهزة تشويش إلكترونية إلى كل من السودان وليبيا، والهجوم على الطائرة تم مسيّرة هجومية أمريكية أو مُسيرة انتحارية”.
واستمرت في رصد التحركات بالقاعدة قائلة “من يناير إلى مارس 2024، لم تتوقف رحلات الشحن العسكري الروسي في القاعدة، حيث تم رصد أكثر من 19 رحلة على الأقل من وإلى قاعدة الجفرة بعضها كان محملا بشحنات عسكرية”.
واستطردت بقولها “هذه الشحنات ربما كانت موجهة لدول أفريقية أخرى تتواجد بها قواعد تسيطر عليها فاغنر، كجزء من التحضيرات لتشكيل الفيلق الإفريقي”.
أما من أبريل إلى أغسطس 2024، تم توثيق 17 رحلة على الأقل من القاعدة وإليها، والتي تزامنت مع أنباء عن توافد مقاتلين روس إلى ليبيا، مضيفة “هناك رحلتان في 5 و 10 مايو 2024، تزامنتا مع رصد وجود جندي روسي اسمه أندريه في قاعدة الجفرة أوائل مايو”.
وإلى ذلك، قالت إنه منذ مارس الماضي تم توثيق أكثر من جسر جوي تقوده طائرات شحن عسكرية روسية نحو قاعدة براك الشاطئ، وظهور مجموعات عتاد وسط مصفات الطائرات، ونفس الأمر في قاعدة الجفرة منذ أواخر نوفمبر الماضي.
وأتمت بقولها “موسكو استغلت ليبيا كبوابة للتوسع نحو إفريقيا، عبر تعزيز تواجد الفيلق الروسي وتجهيز البنية العسكرية في القواعد الليبية مثل براك الشاطئ والجفرة لتكون نقطة انطلاق لزيادة نفوذها الإقليمي وتوسيع الهيمنة الروسية في القارة السمراء”.