غير مصنف

موقع روسي: مشروع “الفيلق الأفريقي” يصطدم بألغام محسوبية حفتر وصراع أبنائه

كشف موقع “ريدل” الروسي أن مشروع “الفيلق الأفريقي” يصطدم حاليا بألغام ليبية مرتبطة بتفاقم مظاهر المحسوبية لدى حفتر والصراع بين أبنائه.

وقال الموقع الروسي إنه في المقابل في طرابلس تصطدم مساعي تعزيز نفوذ الفيلق الأفريقي بمحاولات الدبيبة ترسيخ سلطته بقتله غنيوة الككلي بإيعاز من جهات دولية فاعلة، رغم أن خطواته السابقة نحو المركزية اتسمت بالضعف وافتقرات لبراعة عقد الصفقات خلف الكواليس.

وأردف بقوله “ما يثير القلق حاليا هو نقل حفتر عدد من وحداته لمناطق أقرب إلى المنطقة الغربية من بنغازي إلى سرت، لاستغلال الانقسامات بين الميليشيات في المنطقة الغسكرية وربما الانتقام من هزيمته في 2020، فيما تلعب القوى الخارجية دورًا هامًا في استقرار الوضع حاليا، أبرزها الدور التركي والروسي”.

ومضى قائلا “الأزمة أن موقف موسكو تجاه حفتر لا يزال غامضا، فسفارة روسيا في ليبيا تقع في طرابلس فقط، وعرقلت وزارة الخارجية باستمرار افتتاح قنصلية روسية في بنغازي، على الرغم من الوجود العسكري الروسي الكبير في شرق ليبيا، وقد يدفع التصعيد في طرابلس وسط استقرار الشرق موسكو نحو دعم أوضح لحفتر، ومع ذلك، من غير المرجح أن يحدث هذا”.

واستدرك بقوله إن موسكو تدرك جيدًا، رغم استثماراتها في حفتر، وجود “قنبلة موقوتة” في شرق ليبيا، وهي قنبلة لا تستطيع نزع فتيلها حتى لو رغبت في ذلك، وهي أنه “يواجه حفتر، البالغ من العمر 81 عامًا، مشاكل صحية، وقد يتخذ انتقال السلطة إلى أبنائه مسارًا غير متوقع”.

ولفت إلى أنه “بسبب قلقه من انتقال السلطة الوشيك، سعى خليفة حفتر منذ فترة طويلة إلى تفويض السلطة لأبنائه، وفي مقدمتهم صدام وخالد، بينما يُرهق الليبيون الحروب الأهلية، وهو عامل قد يكون بالغ الأهمية خلال انتقال السلطة، فإن مسألة توزيع الموارد قد تطغى على الرغبة في تحقيق استقرار سريع”.

وشدد على أنه “تكمن القضية المحورية في التوافق داخل عائلة حفتر، ففي ليبيا، وبين كبار الخبراء، يسود رأي مفاده أن إظهار حفتر الحالي للوئام العائلي ليس سوى واجهة، في حين أن هناك منافسة جادة بين الإخوة في الواقع”.

وذكر أنه “من غير المؤكد ما إذا كان صدام، في حال انسحاب والده، قادرًا على إقناع الألوية والكتائب الموالية له بالبقاء على ولائه، ومن غير المرجح أن تمر حملة التطهير المستمرة التي يشنها الجيش الوطني الليبي، والتي أدت في عام 2024 وحده إلى فصل ما يقرب من 3000 ضابط وجنرال، دون عواقب خلال انتقال السلطة”.

وتطرق إلى أنه بين جيل الشباب الذي تقدم بسرعة في السنوات الأخيرة، قد يشعر البعض بالاستياء والارتباط بـ”الحرس القديم”، مُهمّشين ليس فقط من السلطة، بل أيضًا من مصادر الدخل.

ويُدرك الخبراء جيدًا، بحسب التقرير، اقتصاد الظل في شرق ليبيا، حيث يتشابك تهريب النفط مع تجارة المخدرات والبشر، حيث تُغسل العائدات من خلال مشاريع البناء التي يديرها صندوقان رئيسيان: الوكالة الوطنية للتنمية، التي يشرف عليها صدام، والصندوق الليبي للتنمية وإعادة الإعمار، الذي يرأسه ابن آخر له، بلقاسم.

وانتقل إلى أنه “تعتمد المعادلة الأمنية الحالية في شرق ليبيا على علاقات دولية واسعة النطاق حافظ عليها صدام وخالد، مع حلفاء مثل روسيا ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى خصوم مثل تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل وغيرها، فيما يتسم دور تركيا في ليبيا الحديثة بالتناقض بشكل خاص، فقبل بضع سنوات، كانت أنقرة الخصم الرئيسي لعائلة حفتر، مما ساهم في فشل حفتر في السيطرة على البلاد بأكملها، أما الآن، فتشارك شركات البناء التركية في العديد من مشاريع البنية التحتية في الشرق”.

وأتبع بقوله إن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن صدام وخالد يسعيان للحصول على دعم من جهات مختلفة: الأول من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والثاني بشكل رئيسي من روسيا وبيلاروسيا، فالسرية المحيطة ببناء قاعدة معطن السرة الجوية، التي أُجريت لصالح “الفيلق الأفريقي”، مرتبطة بجهود خالد لإثبات قدرته على توفير مركز لوجستي رئيسي لروسيا لنقل البضائع والأفراد إلى بوركينا فاسو ومالي والنيجر والسودان، حتى في منطقة تخضع لسيطرة صدام المُحكمة.

وأتم التقرير ذكر أنه إذا صحّت هذه الديناميكية السلطوية، فإن آفاق “الفيلق الأفريقي” قد تكون في خطر، وتعتمد بشكل كبير على قدرة عائلة حفتر على التوصل إلى أي توافق، وحتى لو تم التوصل إلى توافق، فإن الجهات الخارجية التي تعتمد عليها ستكون ذات أهمية بالغة، فيما تفضل موسكو أن تكون المنافسة بين أبناء حفتر لعبة تكتيكية من نوع “الشرطي الصالح والشرطي الفاسد”، تهدف إلى الحصول على تنازلات من جميع الأطراف وإثبات أهمية عائلة حفتر، إن لم يكن للبلاد بأكملها، فعلى الأقل لنصفها الشرقي.

زر الذهاب إلى الأعلى