الاخبار

موقع نفطي: الوجود العسكري الروسي المتزايد في ليبيا يهدد مساعي تعزيز إنتاج النفط

أكد موقع “أويل برايس” النفطي المتخصص، أن الوجود العسكري الروسي المتزايد في ليبيا بعد إخراجها من سوريا يهدد مساعي تعزيز إنتاج النفط في البلاد.

ولفت الموقع النفطي، إلى أن ليبيا تخطط لطرح 22 منطقة استكشاف في عام 2025، مما يجذب شركات النفط العالمية مثل ريبسول، وإيني، وبي بي، وأوم في.

وأشار الموقع إلى أنه رغم أن احتياطيات ليبيا من الطاقة تتمتع بإمكانات هائلة، فإن شركات النفط العالمية تواجه تحديات ناجمة عن البيئة العسكرية والأمنية المتقلبة.

وأردف قائلا “رغم عدم الاستقرار السياسي والأمني الحالي، فإن الاهتمام بليبيا يتزايد، كما يتضح من قيام شركة ريبسول الإسبانية بحفر أول بئر استكشافي لها”.

وأشار إلى أن تحركات تعزيز إنتاج النفط، يدعمها حاليا الأمريكي خليفة حفتر، كضامن أمني لهذه العمليات، لكن هناك مخاوف من أن تتأثر هذه الضمانات بالتوتر الحادث بين روسيا وتركيا في سوريا وإمكانية امتداده إلى ليبيا.

ومضى بقوله “التفاؤل بشأن إنتاج النفط الليبي يواجه مخاطر جيوسياسي ذات حجم كبير، بسبب التطورات الحادثة في سوريا، التي قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار”.

واستدرك قائلا “سقوط نظام الأسد في سوريا تسبب في إنشاء حكومة أصولية موالية لتركيا ونهاية الوجود العسكري والبحري الروسي هناك، وهو ما قد يكون له أثر مباشر على أمن ليبيا ومستقبلها”.

وقال إن بوتين يسعى حالياً إلى إنشاء قواعد عسكرية وموانئ بحرية جديدة في البحر الأبيض المتوسط، حيث تشكل ليبيا أولوية قصوى.

وذكر أن ليبيا تمثل قاعدة قوة حيوية لمصالح روسيا وعملياتها في أفريقيا، ويجري حاليا تقييم الموانئ والقواعد العسكرية الليبية في المناطق الحدودية مع منطقة الساحل أو بناؤها بشكل نشط.

وتطرق التقرير إلى أنه شهدت الأسابيع الأخيرة تحركات كبيرة للأفراد والمعدات العسكرية من سوريا إلى ليبيا، حيث سجل متتبعو الرحلات الجوية رحلات نقل عسكرية يومية من القاعدة الجوية الروسية في حميميم السورية إلى 3 قواعد في ليبيا منذ منتصف ديسمبر.

ورصد التقرير تسجيل متتبعي السفن 4 سفن نقل روسية متجهة إلى البحر الأبيض المتوسط، ومن المرجح أنها متجهة إلى ليبيا محملة بمعدات ثقيلة، خاصة وأن هذه السفن أوقفت أنظمة تحديد الهوية التلقائي الخاصة بها بالقرب من السواحل الليبية في الأيام الأخيرة، وأدى هذا الحشد العسكري إلى إطلاق أجراس الإنذار في حلف الناتو.

وقالت إن هذا الأمر دفع وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو إلى مقارنة إعادة انتشار موسكو من سوريا إلى ليبيا بأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.

وشدد التقرير على أن تحالف روسيا مع حفتر، الذي يسيطر على العديد من المناطق الرئيسية المنتجة للنفط والغاز، يثير قلقا خاصا، خاصة بعدما منح حفتر لموسكو حق الوصول إلى الموانئ والقواعد العسكرية.

وحذر من أن القلق الأوسع نطاقا هو احتمال تجدد المواجهة بين روسيا وتركيا، خاصة بعد إطاحة الميليشيات المدعومة من تركيا بالأسد في سوريا، وهو ما أدى فعليا إلى إنهاء الوجود الروسي هناك، قد تواجه ليبيا سيناريو مماثلا.

وأتبع بقوله “هذه المرة، تبدو مخاطر موسكو أعلى، فبدون ليبيا، قد تنهار طموحات روسيا في إقامة إمبراطورية أفريقية، وويبدو أن المواجهة بين حكومة الدبيبة المدعومة من الأمم المتحدة وتركيا وقوات حفتر المدعومة من روسيا أصبحت محتملة بشكل متزايد”.

وأتم قائلا “يبدو أن عودة عدم الاستقرار إلى ليبيا أصبحت وشيكة، وينبغي لشركات النفط العالمية الغربية وشركات خدمات حقول النفط أن تزن الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها ليبيا في مقابل البيئة العسكرية والأمنية المتغيرة، ففي حين يظل مستقبل النفط والغاز في ليبيا واعدًا، فإن الاحتمال المتزايد للوجود العسكري الروسي يعمل على تعقيد التوقعات”.

زر الذهاب إلى الأعلى