نوفا الإيطالية: حفتر يتفاوض مع النيجر للسيطرة على قاعدة عسكرية على الحدود مع ليبيا
أكدت وكالة “نوفا” الإيطالية أن منطقة “فزان” تحولت إلى مركز للمنافسة الأمريكي الروسي بشكل متزايد حول النفوذ في ليبيا.
وأوضحت الوكالة الإيطالية في تقرير لها أنه بعيدا عن تسليط الضوء على وسائل الإعلام الدولية، تعود ليبيا بهدوء إلى مركز الاهتمام، مشيرة إلى أن ذلك يتضح من خلال أحدث الزيارات القريبة التي قام بها كبار المسؤولين الأمريكيين والروس، ويبدو أن ساحة المنافسة ستكون “فزان”.
وقالت الوكالة نقلا عن مصادرها إن الهدف الرئيسي لزيارة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بيك يفكوروف إلى بنغازي ولقائه مع الأمريكي خليفة حفتر، هو تعزيز الوجود العسكري الروسي في ليبيا وتوطيد السيطرة الاستراتيجية على القواعد الواقعة في وسط وجنوب البلاد، مع إيلاء اهتمام خاص لفزان، وهي منطقة رئيسية للأمن الإقليمي وموارد الطاقة.
وأردفت قائلة “زيارة المسؤول الروسي، جاءت بعد 3 أيام فقط، من زيارة وفد عسكري أمريكي إلى بنغازي في محاولة واضحة لموازنة النفوذ الروسي”.
ونقلت كذلك الوكالة عن مصادر لها قولهم إن الهدف الحقيقي من الزيارة الأمريكية هو الوصول إلى فزان، وهي منطقة تتعرض تقليديا لضغوط روسية قوية، حيث قدمت الولايات المتحدة، من خلال قيادة أفريكوم، عرضا بتوفير الدعم لأمن الحدود الجنوبية لليبيا.
واستمرت الوكالة قائلة “صدام حفتر، بات في موقف حساس للغاية، بالنظر إلى ثقل الضغط الروسي عليه، كما أن زيارة ريتشارد نورلاند وجيرمي برنت إلى سبها في فزن، تشير إلى الضغوط الأمريكية لتقليص النفوذ الروسي فيها”.
ولفتت الوكالة إلى أن حفتر يتفاوض كذلك منذ أسابيع مع المجلس العسكري في النيجر، للسيطرة على القاعدة العسكرية الفرنسية السابقة في ماداما، لكونها آخر مركز عسكري قوي قبل الحدود مع ليبيا، وهي منطقة استراتيجية للسيطرة على تدفقات الهجرة.
وذكرت أنه يتابع هذا الملف على وجه الخصوص صدام نجل الأمريكي خليفة حفتر، الذي ذهب إلى نيامي عدة مرات لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقات المتعلقة بمشروع أمني وتجاري مشترك مع القادة الجدد في النيجر.
ونقلت الوكالة عن مصادر نيجرية قولهم إنه يمكن أن تشمل الاتفاقيات وجودا عسكريا ليبيا في قاعدة مداما النيجيرية، وهي حصن استعماري سابق بناه الفرنسيون في عام 1930 لوقف التوسع الإيطالي في ليبيا.
واستدركت بقولها “قد تصبح القاعدة التي تم تحديثها في عام 2014 لاستيعاب مدرج يبلغ طوله 1800 متر ومناطق وقوف الطائرات وملاعب طائرات الهليكوبتر، منصة لوجستية لنقل الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية عن طريق الجو، ليتم نقلها لاحقا إلى ليبيا، على بعد أقل من 100 كيلومتر، أو في مناطق أخرى من منطقة الساحل”.
ومضت الوكالة بقولها “بطبيعة الحالة الوجود العسكري الليبي سيكون محاطا بوجود عسكري روسي، في منطقة بها بنية تحتية جاهزة للاستخدام”.
وأتمت بقولها “لكن الهجوم الأخير الذي تم شنه على حلب في سوريا يمكن أن يكون له تداعيات كبيرة على خطط موسكو في ليبيا ومنطقة الساحل”.