الاخبار

باثيلي: ليبيا أصبحت دولة “مافيا” ولا يمكن التوصل لحل طالما استمر اللاعبون الرئيسيون في احتكار العملية السياسية

أكد المبعوث الأممي المستقيل عبد الله باثيلي، أنه لا يمكن التوصل لحل في ليبيا، طالما استمر اللاعبون المسيطرون على مشهد ليبيا ما بعد نكبة فبراير، في احتكار العملية السياسية.

وحذر باثيلي في مقابلة أجراها مع موقع “الأمم المتحدة”، من أن من يقودوا ليبيا طيلة الفترة الماضية، لا يهمهم إلا التنافس، حتى لو على حساب استقرار البلاد، مشيرا إلى أنهم غير راغبين حتى الآن في المشاركة بأي عملية تفاوض شاملة أو أي تسوية سلمية.

ودعا باثيلي، إلى ضرورة أن يدرك القادة الحاليين أنهم ينبغي أن يفكروا في مستقبل بلادهم، وأن يتحملوا المسؤولية الأخلاقية تجاهها، مردفا “طالما الأطراف الرئيسية في ليبيا مدعومة بطريقة أو بأخرى من قبل أطراف خارجية، فإنه لا يمكن أن يكون لدينا حل”.

ومضى قائلا “الوضع الأمني أصبح مثيرا للقلق أكثر بالنسبة للمواطنين في ظل تنافس المجموعات المختلفة على المزيد من السلطة، والمزيد من السيطرة على ثروة البلاد”.

واستطرد قائلا “كان الليبيون يتطلعون إلى الديمقراطية والحرية، لكن مع الخصومات بين القادة، والتوترات المتزايدة، والمنافسة بين الجماعات والعناصر المسلحة المستعدة لقمع أي أصوات معارضة في البلاد، فإن الليبيين يتعاملون مع مساحة ديمقراطية تتقلص أكثر فأكثر”.

وتطرق باثيلي إلى أزمة الهجرة غير الشرعية في ليبيا قائلا: “لسوء الحظ، بسبب الوضع الأمني في ليبيا، ليس هناك أمل على المدى المتوسط أو حتى على المدى الطويل، أن نفكر في أن هذا الوضع سيتحسن”.

واستمر بقوله “ليبيا أصبحت بشكل متزايد وكأنها دولة مافيا يهيمن عليها عدد من المجموعات المتورطة في الكثير من عمليات التهريب بما فيها الاتجار بالبشر والمعادن مثل الذهب، وتهريب المخدرات، خاصة وأنه لم نشهد طيلة العقد الماضي إلا سوء نوايا كل من تولى قيادة الأنظمة الانتقالية المختلفة منذ 2011”.

وشدد باثيلي على أن الأزمة أنه لا توجد لدى أولئك الساسة الشفافية، وهو ما جعل المواطنين يتحدثون عن الفساد، مضيفا “عندما تنظر إلى الوضع في قطاع التعليم وفي قطاع الصحة، فإنك ترى كل الدمار الذي خلفته الحروب، وأن البنية التحتية لم تتم إعادة بنائها”.

وأضاف بقوله “الهياكل المسيطرة اليوم التي يمكنها صنع السلام أو الحرب في ليبيا، وهي في قلب المشكلة، ولهذا السبب، طرحنا مبادرتنا (الطاولة الخماسية) كان يُنظر إلى هذا الأمر بالنسبة لنا على أنه آلية شاملة يمكن أن تحقق السلام والتسوية السلمية، إذا كانوا على استعداد للقيام بذلك”.

وواصل قائلا “لكن لسوء الحظ، فقد وضع بعضهم شروطا مسبقة، كما تم دعمهم للأسف من قبل بعض اللاعبين الخارجيين الذين اتخذوا مبادرات موازية، والتي تميل بالطبع إلى تحييد مبادرتنا. ومن ثم، طالما أن هؤلاء اللاعبين أنفسهم مدعومون بطريقة أو بأخرى من قبل لاعبين خارجيين، فلن يكون لدينا حل”.

وقال باثيلي كذلك إن “قلة من الناس هم اليوم أكثر ثراء في ليبيا. وبينما كانت الأغلبية تتطلع عام 2011 إلى الرخاء الاقتصادي والأمن، لسوء الحظ، فإن ليبيا تراجعت إلى الوراء.”

وأشار إلى أن “ليبيا اليوم تكاد تكون بمثابة سوبر ماركت (متجر) مفتوح للأسلحة”، موضحا أن تلك الأسلحة تستخدم للمنافسة السياسية الداخلية بين المجموعات (الميليشيات) المسلحة، وأيضا تلك التي يتم استخدامها في صفقات الأسلحة وسباق التسلح وتجارة الأسلحة مع جيرانهم وما وراء ذلك.

وتابع أن الوضع الأمني أصبح مثيرا للقلق أكثر بالنسبة للمواطنين لأن كل هذه المجموعات تتنافس على المزيد من السلطة، والمزيد من السيطرة على ثروة البلاد.

وأتم بقوله “أدعو رعاة تلك الأطراف الليبية المسيطرة على المشهد أن يدركوا ذلك يضر بمصالح الشعب الليبي، ويضر المنطقة؛ ليس فقط شمال أفريقيا، بل منطقة الساحل أيضا، لقد حان الوقت للشعب الليبي، الذي كان يتوق إلى السلام والاستقرار، أن يكون قادرا على نيل ذلك السلام والاستقرار اللذين كان يتطلع إليهما”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى