تحل اليوم الذكرى الـ54 لإجلاء القواعد الأمريكية من الأراضي الليبية، وأهمها قاعدة “ويلس” الجوية القريبة من العاصمة طرابلس، بقيادة القائد الشهيد معمر القذافي، الذي تمكن هو ورفاقه الضباط الوحدويين الأحرار من تطهير أرض الوطن وطرد جميع المحتلين.
أقامت الولايات المتحدة الأمريكية قواعدها في ليبيا بموجب اتفاقية وقعتها في 9 سبتمبر 1954، بعد مفاوضات ممثلة في سفيرها لدى ليبيا، أندرو جي لنش، مع حكومة محمود المنتصر، أول حكومة في عهد إدريس السنوسي.
كان عدد القواعد الأمريكية، أربعة، أكبرها قاعدة ويلس التي كانت تضم أكثر من 4600 أمريكي إلى جانب قوة أخرى في ثوب مدني تضم جيشًا من بقايا الاستعمار الاستيطاني الإيطالي وكانوا يمتلكون كل شيء له قيمة على الأرض الليبية.
قواعد “أمريكا المُصغرة” كانت مُنتشرة على الساحل الليبي، كرمز بارز للهيمنة والتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد.
عام 1966، أجرى حسين مازق، بصفته وزير الخارجية آنذاك، مفاوضات مع الجانبين البريطاني والأمريكي بشأن جلاء قواعدهما من ليبيا، إلا أنها تضمنت أن يتم الإجلاء بعد 20 عامًا، بخلاف ما فرضه القائد الشهيد على الأمريكان، بإجلاء قواعدهم فورًا دون قيد أو شرط.
فبعد قيام ثورة الفاتح 1969 بدأت جهود القائد الشهيد معمر القذافي لطرد القوات الأجنبية من ليبيا وانطلقت عدد من المفاوضات، وفي 11 ديسمبر عُقد لقاء جمع مجلس قيادة ثورة الفاتح وممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية تضمن قبول الحكومة الأمريكية بالانسحاب من قاعدة ويليس الجوية بطرابلس، وهذا ما كشفت عنه وثيقة رفعت عنها السرية من قبل المخابرات المركزية الأمريكية في 3 أغسطس 2005.
كشفت الوثيقة إجبار مجلس قيادة ثورة الفاتح للأمريكان على سحب قواتهم وقواعدهم من ليبيا خلال 100 يوم فقط، كما رفضت القيادة الليبية حينها منح الأمريكان مهلة 6- 9 أشهر كمهلة للرحيل، وسجلت الوثيقة سعي قيادة ثورة الفاتح في اجتماع القمة العربية الذي عُقد في 20 ديسمبر 1969م، إلى إعلان موعد محدد لإجلاء القوات والقواعد البريطانية والأمريكية.
وفي 11 يونيو 1970 تمكن القائد الشهيد معمر القذافي من إجلاء جميع القواعد والقوات الأمريكية، ورفع العلم الليبي على قاعدة “ويلس” التي تم تغيير اسمها إلى قاعدة عقبة بن نافع الجوية، ثم إلى “قاعدة معيتيقة الجوية” نسبة إلى طفلة ليبية تقطن بجوار القاعدة ماتت إثر سقوط طائرة أمريكية فوق منزلها.
في مثل هذا اليوم تم أيضًا افتتاح قاعدة الوطية الجوية، وإجلاء القوات والقواعد الأمريكية، حيث أنشأت القاعدة عام 1942م، عقب الوصاية الدولية الثلاثية بين بريطانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية على ليبيا، ثم أصبحت قاعدة أمريكية بعد اتفاقية القواعد العسكرية بين حكومة الملك إدريس السنوسي، والولايات المتحدة.
القوات الأمريكية كانت تستخدم قاعدة الوطية في التدريبات والمناورات العسكرية ومشاريع الرماية، وبعد قيام ثورة الفاتح وإجلاء القوات والقواعد الأمريكية أطلق عليها اسم قاعدة 11 يونيو.
القاعدة أصبحت حاليًا أكبر قاعدة عسكرية للأتراك خارج تركيا، حيث أصبحت مرتعًا لهم، في استمرار لمسلسل التدخل الأجنبي واحتلال ليبيا، منذ عام 2011م.
