الاخبار

محلل سياسي: روسيا تستخدم ليبيا كرأس حربة لتنفيذ مشاريعها في أفريقيا ودول الساحل

قال سامر إلياس، المحلل السياسي المتخصص في الشأن الروسي، إن روسيا تستخدم ليبيا كرأس حربة من أجل تنفيذ مشاريعها في القارة الإفريقية ودول الساحل، مضيفاً أن ليبيا تعتبر مركز قوي جدا للجانب الروسي، فهناك علاقات تاريخية مهمة لروسيا مع كل الأطراف الليبية منذ فترة القائد الشهيد معمر القذافي.

وأضاف إلياس، في مداخلة عبر فضائية “الحدث”، أنه في الآونة الأخيرة روسيا تتمتع بميزة جديدة وهي الحوار مع جميع الأطراف الليبية، سواء مع حكومة الدبيبة أو حكومة حماد أو حفتر، وهو ما يجعل موسكو موجودة بقوة في ليبيا.

وأشار إلى أن الجانب الروسي يقول إنه يحتفظ بعلاقة متوازنة مع جميع الأطراف وأنه على مسافة واحدة بينهم، وهناك حراك دبلوماسي نشيط روسي لتنفيذ أجندتها، لافتا إلى أن روسيا لها مصالح اقتصادية متشابكة مع جانبي الصراع في ليبيا، وتريد الاستفادة منها كنقطة انطلاق لتوزيع الفيلق الإفريقي.

وأوضح أن الجانب الروسي يهمه بالمقام الأول الجانب الأمني والعسكري في القارة الإفريقية أكبر من الجانب الاقتصادي، مضيفا “حال تمكنت روسيا من بناء قاعدة بحرية في طبرق فهي ستصبح في الجهة الجنوبية من سواحل دول الناتو، فيمكن أن يكون مصدر قلق وتأثير كبير”.

وتابع أننا قد نشهد في الفترة المقبلة تبادل للأدوار بين الجانب الروسي والصيني كما هو الحال في آسيا الوسطى، لافتاً إلى أن دور روسيا في كل دول الساحل التي خرجت منها فرنسا، هو دور أمني بالأساس ويأتي في المقام الثاني الاستفادة من الموارد الطبيعية لهذه الدول وخلق استثمارات كبيرة بها.

وأردف أنه في المقابل واشنطن لديها الكثير من الإمكانيات في الدخول من جديد بالساحة الليبية الإفريقية لكن ميزة روسيا أنها تحتفظ بعلاقة الجميع ولا تشترط على أي جانب تتعامل معه أنه يجب أن يكون مع هذا الطرف أو ذاك.

واستطرد بقوله “روسيا موجودة حاليا في 5 دول إفريقية على الأقل بقوات الفيلق الإفريقي لأنه يبني علاقات متينة مع تلك الدول، ولافروف في عام واحد زار هذه المنطقة بست جولات وهو ما يظهر مدى أهمية إفريقيا بالنسبة”.

وأشار إلى أنه لا يمكن للولايات المتحدة إخراج روسيا من ليبيا، نظراً لعدم ثقة الأطراف الليبية على مختلف توجهاتهم في واشنطن، موضحا أن سياسيا، روسيا تتفق أكثر مع نظرة الإيطاليين والفرنسيين في ليبيا أكثر من الولايات المتحدة، ونفس الأمر بالنسبة لتلك الدول الأوروبية.

وأتم بقوله “حتى مع تغير الأوضاع بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، لكن تظل المصلحة بالنسبة لهم لأنهم يريدون استقرار أمني في ليبيا خاصة في الجنوب لمنع الهجرة غير الشرعية وضمان إمدادت الطاقة وهو ما توفره لهم موسكو”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى