الاخبار

معهد أمريكي: روسيا تستغل ليبيا لإدارة أنشطتها الخبيثة في إفريقيا واستفادت من انقسام البلاد وتنافس الميليشيات

أكد معهد الشرق الأوسط الأمريكي أن روسيا تستغل ليبيا لإدارة أنشطتها الخبيثة في قارة إفريقيا، مشيرا إلى أن حلف الناتو يجب أن ينتبه لتدعيم أجنحته الضعيفة التي تنطلق من ليبيا.

وأوضح جوناثان وينر، المبعوث الأمريكي السابق إلى ليبيا في مقاله بمعهد الشرق الأوسط الأمريكي أن الناتو يجب أن يعتمد في اجتماعه التاريخي الشهر المقبل في واشنطن بالتزامن مع احتفال الحلف بمرور 75 عاما على تأسيسه، نهجا استراتيجيا لدعم أجنحة الناتو الضعيفة وأبرزها تأتي من ليبيا.

ولفت المقال إلى أن تغيير الحكومة الروسية مرتزقة فاغنر بالفيلق الإفريقي لم يكن من قبيل الصدفة، فهو يستهدف بالأساس ضرب جناح الناتو الجنوبي في منطقة المغرب العربي والساحل والمناطق المجاورة لها بقارة إفريقيا.

وتطرق إلى أن السؤال المطروح حاليا هو، هل يمكن لحلف الناتو وقف نفوذ موسكو الخبيث والبدء في مواجهة تيار الدكتاتوريات التي ترعاها روسيا، وقادة الانقلابات، ومنتهكي حقوق الإنسان في أفريقيا؟

وذكر أن التدخل الروسي في القارة إفريقية على مدى العقد الماضي كان منهجيا، وبدأ في ليبيا لأن موسكو تراها مركزية لنجاحها المستقبلي بالقارة.

وأشار إلى أن بداية تطبيق المشروع الروسي كانت بموافقة موسكو على طباعة وتسليم أكثر من 10 مليارات دينار ليبي للأمريكي خليفة حفتر، الذي استغلها بالإضافة إلى الدعم العسكري من مجموعة فاغنر، لتجنيد القوات ودفع رواتبه والسيطرة ببطء على الساحل الشرقي، قبل التحرك جنوبًا.

وأردف وينر في مقاله: “زار نائب وزير الدفاع الروسي بنغازي خلال العام الماضي، بخمس رحلات لرؤية حفتر، كما زارت مدمرتان روسيتان قاعدة طبرق البحرية التي يسيطر عليها حفتر”.

ومضى بقوله “يبدو أن هذا استمرار لتسليم الأسلحة إلى قوات حفتر لاستخدامها في عمل عسكري مستقبلي في ليبيا أو لتصديرها جنوبًا إلى القوات العسكرية في البلدان المجاورة”.

وأورد المقال أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ للالتفات إلى الأهمية الجيوسياسية لإفريقيا قبل فترة طويلة من بدء غزوه الحالي لأوكرانيا، حيث اغتنم الفرصة التي يوفرها الإهمال المستمر للمنطقة من قبل الغرب.

وتحدث عن أن بوتين استخدم مجموعة من الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية بالإضافة إلى الأدوات العسكرية، بدءًا من عروض الخدمات “العسكرية الخاصة” المختلفة التي تقدمها فاغنر، لبدء شراكات مع الطبقة الجديدة من أمراء الحرب الأفارقة الذين كانوا يسيطرون على جزء كبير من شمال إفريقيا والساحل.

وذكر المقال أن الأزمة تمثلت في أن أنشطة ورد فعل الناتو المتأخرة من غير المرجح أن يحقق أي تقدم أو تحول في تغلغل النفوذ الروسي على أي مدى قريب.

وبالعودة إلى الأزمة الليبية أشار وينر إلى أن عدم تقدم العملية السياسية الليبية يساهم بصورة كبيرة في عدم الاستقرار الإقليمي وتوصيات الناتو كلها اقتصرت على إعادة توحيد البلاد وتشكيل قوة عسكرية وطنية واحدة واستعادة السيطرة السيادية على الحدود الليبية من دون توضيح كيفية القيام بذلك.

واستطرد قائلا “الافتقار إلى أي إجراء ملموس من قبل الناتو فيما يتعلق بليبيا أمر محير، خاصة وأن موطئ قدم روسيا هناك كان أساساً لنجاح الكرملين في جميع أنحاء أفريقيا”.

وقال كذلك إن كل هذا يأتي في وقت تستخدم فيه موسكو الأراضي الليبية، كموطئ قدم لتطوير شبكة لوجستية عابرة للقارات بين الشمال والجنوب مستمر في النمو والتكثيف.

وتطرق أيضا إلى أن الأزمة أن كثير من الدول الإفريقية لديها انطباع سلبي عن الناتو في أعقاب الغارات الإجرامية التي شنها على ليبيا عام 2011، وكذلك انسحابه من أفغانستان عام 2021.

وواصل وينر قائلا “الناتو يحتاج لمواجهة نفوذ روسيا وأنشطتها السلبية في إفريقيا التي تتجسد في إطلاق الفيلق الإفريقي، تمكين الحلف من تنفيذ أنشطة عسكرية عبر القارة تهم الجيش أو القادة السياسيين في البلدان المستهدفة”.

وأشار إلى أنه لا يستطيع حلف الناتو ولا الغرب مواجهة تحول أفريقيا نحو أمراء الحرب، أو الدور الروسي في تفاقم واستغلال هذا الاتجاه من خلال الفيلق الأفريقي الاستعماري الجديد، من دون التصدي للمشكلة التي يفرضها الانقسام الليبي وزعماء الميليشيات المتنافسة.

وشدد على أن ذلك سيتطلب ذلك من الحكومات الغربية أن تتبنى استراتيجية حازمة وعاجلة ومركزة تدعمها إجراءات ملموسة واضحة تهدف إلى توحيد ليبيا وتمكين الدولة الواقعة في شمال أفريقيا من طرد قواتها العسكرية الأجنبية بدءاً بالروس، ولكن بما في ذلك الأتراك والأمريكان وأي قوة احتلال أجنبية أخرى.

وأتم وينر بقوله “ليبيا الموحدة التي لا تحتضن الوجود العسكري الروسي يمكن أن تفعل الكثير للمساعدة في مواجهة اتجاه حكم المجلس العسكري في منطقة الساحل وانعدام الأمن وعدم الاستقرار الذي يشع منه”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى