بعد مساهمتهما في توقفها عام 2011.. الدبيبة وحفتر يسرقان مشاريع ليبيا الغد وينسبونها لأنفسهم
كشف وزير الاستثمار في حكومة شرق ليبيا، علي السعيدي، عن محاولات حكومته التابعة للأمريكي خليفة حفتر السطو على جزء من مشروع السكة الحديد التابع لمشروعات التنمية التي كان يرعاها الدكتور سيف الإسلام القذافي قبل نكبة فبراير.
واعترف السعيدي، خلال تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية، بسرقة العصابات الإجرامية للأدوات الخاصة بمشروع خط السكك الحديدية “مصراتة – بنغازي” بعد نكبة فبراير، مؤكدا أن المشروع كان قائماً بالفعل قبل عام 2011، ووضعت أقطابه على الأرض.
وأعرب السعيدي، عن أمله في عودة الشركة الروسية الموكل إليها تنفيذ خط السكك الحديدية “مصراتة – بنغازي” لاستئناف عملها في ليبيا.
وأشار السعيدي، إلى أنه قريبا خلال مؤتمر قازان، سوف يتواصل بخصوص هذا المشروع مجددا، مضيفا “نحن في أمس الحاجة لخطوط السكة الحديد، لذا نأمل من السلطات الروسية أن تعيد النظر وترجع لاستكمال مشروعها بليبيا”.
وكان مشروع السكك الحديدية يبلغ طوله قرابة 3170 كيلومتر، بعدد 75 محطة، و168جسرًا، وكان سيصل إلى مصر وتونس والنيجر، وتعاقدت ليبيا عام 2008 مع شركة “السكك الحديدية الروسية”، لتنفيذ الخط الثالث للمشروع بطول “554 كيلومتر.
ويهدف المشروع للوصول بين بنغازي وسرت، بتكلفة 2.2 مليار يورو، في مدة تنفيذ 4 أعوام، لكن العمل في المشروع توقف بعد نكبة فبراير عام 2011، وجرى إجلاء الموظفين.
وشلت التنمية في ليبيا بتوقف مشاريع “ليبيا الغد” منذ نكبة فبراير، وبعد 13 عام من النهب والسرقة والدمار والتأخير، تعود حكومتي شرق وغرب ليبيا المتمثلة في عبد الحميد الدبيبة والأمريكي خليفة حفتر، لإحياءها ونسبها لأنفسهم.
هذا ويستخدم الدبيبة مشاريع “ليبيا الغد” التابعة للدكتور سيف الإسلام القذافي، في تلميع صورته أمام الناس، رغم أنه كان سبباً في تأخيرها قبل عام 2011 وساهم أيضاً في توقفها بعد انضمامه لنكبة فبراير، والتي من بينها مشروع منارة السبع فواتير في زليتن.
وكان الدكتور سيف الإسلام القذافي قد وضع حجر الأساس لمشروع المنارة عام 2009، وتم تكليف عبدالحميد الدبيبة من خلال “شركة لدكو” وقتها بإنشاءها ووصلت نسبة الانجاز فيها إلى 60% بحلول عام 2011، والآن يعود الدبيبة ليستكمل المشروع بعد 13 عامًا من خلال خطة عودة الحياة التي أطلقها.
ويسعى الدبيبة إلى إعادة الاستثمارات في قطاع النفط التي أيضًا أطلقها الدكتور سيف الإسلام القذافي خلال مشاريع “ليبيا الغد”، حيث استعرض الدبيبة الخطط والمشاريع التطويرية والاستثمارية المعتمدة في خطة وزارة النفط، لزيادة الإنتاج وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وإشراك القطاع الخاص الليبي في الأعمال الوسيطة المتعلقة بصناعة النفط والغاز.
وكانت مشاريع “ليبيا الغد” تضم خطة لتطوير الملاعب مثل ملعب الكريمية الذي كان ضمن الملاعب التي بدء العمل في إنشاءها لمواكبة استضافة كأس الأمم الافريقية والذي كان مقررًا الانتهاء منه عام 2013، اليوم يسعى الدبيبة إلى تجهيز ثمانية ملاعب لتشبه ملعب 11 يونيو.
وكذلك مشروع باب طرابلس ببلدية بوسليم منطقة “2 – 4 – 6” كان ضمن مشاريع ليبيا الغد، الذي تنفذه الشركة الليبية للتنمية والاستثمار العقاري، وتم الانتهاء من هيكل عدد 14 مبنى، وإنشاء 11 مبنى إداري جديد، قبل عام 2011، وكانت ستخصص هذه المباني مكاتب لشركات وطنية كبيرة، مثل البنوك وشركات الطيران ومختلف الوزارات والشركات العامة، ولكن توقف المشروع كغيره عام النهضة 2011، ويعود الدبيبة اليوم وينسب مشروع باب طرابلس لنفسه، ويستعرض الخطة الاستثمارية المقترحة للمشروع التي هي في الأساس خطته قبل عام 2011.
أما في شرق ليبيا، فيستخدم الأمريكي خليفة حفتر وأبنائه مشاريع ليبيا الغد وينسبوها لأنفسهم بعد أن قاموا بسرقتها، كالنصب التذكاري لمعركة القرضابية الذي صممه الدكتور سيف الإسلام معمر القذافي لفخره بهذه المعركة التي جمعت ووحدت القبائل العربية الليبية في حرب الجهاد ضد الاستعمار الإيطالي، تأتي عائلة حفتر اليوم التي مكنت الغزو الروسي من البلاد وتُقرر هدم النصب التذكاري بحجة إقامة نصب تذكاري جديد.
وكان مشروع إنشاء 2000 وحدة سكنية في مدينة درنة، أحد مشاريع ليبيا الغد، والتي يقع بالمدخل الغربي للمدينة “حي بومسافر”، من تنفيذ جهاز تنمية وتطوير المراكز الادارية، بتكلفة 400 مليون دولار، وبالفعل تم إنجاز 60% من المشروع قبل عام 2011، ليعود بالقاسم حفتر اليوم ويطلق صندوق إعادة إعمار درنة الذي يتم من خلاله نهب الملايين من أموال الشعب.
وكذلك وضعت “ليبيا الغد” حجر الأساس لمشروع عمارات “السبخة” بمدينة بنغازي، من خلال شركة البحر الأبيض المتوسط عام 2009 واستمر العمل حتى توقف في عام 2011، ليأتي الأمريكي حفتر ويطلق عليه حي المشير “عمارات 1015″، ويقوم بافتتاحه ونسبه لنفسه.