الاخبار

صحيفة بريطانية: بوتين يمارس الألعاب السياسية في إفريقيا مستعينا بحفتر وفساد مؤسسة النفط

قالت صحيفة “الديلي تليجراف” البريطانية أن بوتين يمارس ألعابا سياسية تمتد لما هو أبعد من أوكرانيا، وتذهب إلى إفريقيا وليبيا، مستعينا بالأمريكي خليفة حفتر وفساد المؤسسة الوطنية للنفط.

وأوضحت الصحيفة البريطانية في مقال لنيكولاس سوامز، أحد أبرز حزب المحافظين البريطاني وحفيد ونستون تشرشل، أن زعيم الكرملين تحول إلى إفريقيا لفتح جبهة جديدة تعزز من مصالحه، مشيرا إلى أنه لا يمكن الاستهانة بخطط بوتين في ليبيا، الذي عالج تعثره على خط المواجهة في اوكرانيا بفتح جبهة جديدة.

وذكرت الصحيفة أن بوتين يواصل توسيع نفوذ روسيا بطرق سرية جديدة، ويستغل الأحداث العالمية لتأمين المزايا لروسيا في كل منعطف، حيث استفاد الرئيس الروسي بالتلويح بجزرة الفساد لدعم الفصائل الاستبدادية داخل الديمقراطيات المتعثرة في إفريقيا، واستخدم فاغنر لدق إسفين بين الشعوب والغرب.

وتطرق المقال إلى استغلال موسكو في ليبيا التوترات المدنية المستمرة والصراع بين حكومة الدبيبة وأمير الحرب حفتر، حيث دعم بوتين بشكل كامل محاولة حفتر لإنشاء سلالة جديدة تدخل ليبيا إلى الدكتاتورية.

وأردف بقوله “لم تمكن صداقة بوتين وحفتر من تدفق قواته المرتزقة إلى ليبيا وخارجها فحسب، بل أدت إلى زعزعة استقرار جزء كبير من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في هذه العملية”.

ومضى قائلا “سمحت هذه الصداقة بين بوتين وحفتر ببدء المناقشات حول بناء قاعدة غواصات نووية روسية جديدة في ميناء طبرق الليبي”، وشبه كاتب المقال هذا بسيناريو أزمة الصواريخ الكوبية، لافتا إلى أن هذه المرة يضع هذا أوروبا في مرمى النيران والبحر الأبيض المتوسط ساحة معركة جديدة محتملة لأوروبا الغربية.

وطالب المقال قادة بريطانيا وأوروبا أن يستيقظوا ويلتفتوا لهذه الألعاب السياسية التي يمارسها بوتين، وأن ينتبهوا لحملة بوتين العسكرية الأخرى بخلاف أوكرانيا، مطالبا بضرورة تضييق الخناق على مصادر قوة حلفاء بوتين الجدد، وأن نتأكد من عدم قدرتهم على الازدهار وتشجيع طموحات الكرملين الخطيرة.

وذكر كاتب المقال أن حفتر يستفيد من الأموال لتمويل ميليشيات الشخصية، مضيفا “بدلا من أن تسهل ثروة ليبيا النفطية المذهلة الطريق نحو الرخاء الاقتصادي، ولكن يتم استخدامها لإحباط الطموحات الديمقراطية للشعب الليبي في كل منعطف”.

وانتقل المقال للتركيز على ما وصفه بـ”فساد المؤسسة الوطنية للنفط”، قائلا “المؤسسة الوطنية للنفط بقيادة فرحات بن قدارة تلعب دورا مركزيا في هذه الفرصة المهدرة على الشعب الليبي”.

وأردف قائلا “الفساد المستشري وسوء الإدارة داخل المؤسسة الوطنية للنفط موثقان جيدا ومتفشيان بصورة كبيرة، وسبق وتم تسليط الضوء على قضايا خطيرة في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك مليارات الدولارات من الأموال المفقودة من حسابات المؤسسة الوطنية للنفط”.

وواصل بقوله “كما أن هناك أسئلة عديدة حول وفاء المؤسسة باتفاقيات الطاقة مع أوروبا وتكليف مشاريع حقول النفط الجديدة في صفقات خلف الكواليس”.

واستطرد قائلا “تم تسهيل هذا الفساد من خلال الشعور الواضح بالإفلات من العقاب إلى جانب التزام حفتر بالاستيلاء على الموارد الوطنية باعتبارها ملكه الخاص وإحباط العملية الديمقراطية، ويأتي كل ذلك في الوقت يكافح الليبيون من أجل توفير الطعام على المائدة، وإضاءة منازلهم، رغم أنهم يجلسون فوق بحر من النفط”.

وشدد المقال على أن البنية التحتية الليبية، التي تحتاج بشدة إلى الاستثمار، يتجاهلها المسؤولون الذين يملؤون جيوبهم بينما ينفض حفتر وبوتين أيديهما عن الشعب.

ودلل على أن هناك عواقب مميتة لهذه السرقة المنهجية لثروات الليبيين، والتي تجلت بشكل صارخ للغاية من خلال انهيار سد درنة العام الماضي وخسارة 5000 حياة بريئة.

وحذر المقال من أن ليبيا ستستمر في السير على طريق الدمار ما لم يتم التصدي لهذا الفساد النفطي بشكل مباشر، محذرا من أن الحكومات الغربية تشتت انتباهها عن التطورات في دول مثل ليبيا بسبب أوكرانيا والأولويات المحلية المباشرة.

ودعا كاتب المقال بريطانيا وأوروبا للالتفات إلى ألعاب بوتن الجيوسياسية تمتد إلى ما هو أبعد من أوكرانيا، ففي ليبيا، على سبيل المثال، لابد من إعطاء الأولوية لمكافحة الفساد النفطي قبل أن يتلاشى كل أمل في الديمقراطية.

وأتم بقوله “لو تركنا الوضع على ما هو عليه فحفتر سوف يضع نفسه في موقع اليد اليمنى لبوتن في أفريقيا، مستخدما ليبيا كمنصة لروسيا للسيطرة على أجزاء رئيسية من البحر الأبيض المتوسط وتحويل الصراع المطول بشأن أوكرانيا إلى ساحات معارك جديدة في الجنوب العالمي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى