الاخبار

الغويل: ليبيا غارقة في هوة عميقة من الانقسام والتجديد للبعثة الأممية لا ينهي الخلاف

أكد المعارض السابق للنظام الجماهيري، حافظ الغويل، أن ليبيا لا تزال غارقة في هوة عميقة من الانقسام، رغم تكرار التجديد للبعثة الأممية، مشيرا إلى أن التجديد لها قد لا يكون سبيلا لإنهاء الخلاف بين الفصائل المافياوية المتنافسة، بحسب قوله.

وأوضح الغويل في مقال بموقع “أوراسيا ريفيو”، أنه مع اقتراب شهر أكتوبر واحتمالية التجديد الوشيك لولاية البعثة الأممية في ليبيا، بات هناك الكثير من الشكوك حول استعداد مجلس الأمن لمعالجة القضايا السياسية والأمنية المتجذرة بالبلاد.

وأردف بقوله “مع اقتراب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مرة أخرى من المستنقع الذي تعيشه ليبيا، يصعب تجاهل الشعور السائد بالتكرار، فالجمود داخل البلاد لا يزال قائمة وليبيا غارقة في هوية عميقة من الانقسام والخلل، لا يستفيد منه إلا الفصائل المافياوية المتنافسة في ليبيا دون تقديم تدخل حاسم لكسر الجمود”.

ومضى بقوله “الانقسام الحالي في ليبيا تفاقم بسبب الصراع على المصرف المركزي، ليتجاوز مجرد أنه صراع على الحكم لنزاع حول الأموال، فالقرارات الأحادية الجانب سواء من مجلس النواب أو الرئاسي، لم تتسبب في تعميق الخلاف السياسي فحسب، بل دفعت أيضاً إلى انهيار شبه كامل لصادرات النفط، الشريان الاقتصادي الحيوي والوحيد لليبيا”.

واستطرد قائلا “في الوقت الذي يبدأ فيه مجلس الأمن للتداول بصورة خطابية حول الأزمة الليبية والتمديد للبعثة الأممية، باتت البلاد أمام دوامة أخرى ستؤدي إلى استدامة وجود إصلاحات سطحية للحفاظ على الوضع الراهن المستفيدة منه كل الأطراف”.

وحذر الغويل من انه يمكن أن “يضيف التورط المتعثر للمجتمع الدولي الأوسع نطاقاً طبقة أخرى من التعقيد، فخلف واجهة القلق، تكون القوى الإقليمية الكبرى أقل استثماراً في الاستقرار الحقيقي وأكثر اهتماماً بمصالحها الاستراتيجية الخاصة”.

وشدد على أنه “نجحت هذه الجهات الفاعلة الخارجية في نحت مجالات نفوذ داخل ليبيا، وحماية موطئ قدمها الجيوسياسي والإقليمي والاقتصادي والعسكري، فبالنسبة لهذه القوى، تعمل ليبيا غير المستقرة ولكن القابلة للإدارة كحاجز ضد الاضطرابات الإقليمية الأكبر، مما يجعل طول عمر الأزمة أكثر قبولاً”.

وأشار إلى أن هذه القواعد تقدم الدعم العام لنوع من “السلام” والتأملات في الاستقرار، حتى مع بقاء المتطفلين في ليبيا راضين إلى حد ما عن “الاحتلال والانقسام غير المرئيين” الذي يفيد مصالح جيوسياسية فردية.

وأضاف بقوله “هناك مساعي حثيثة وعنيدة من بعض الدول وراء المصالح الاستراتيجية قصيرة الأجل وقصيرة النظر التي تعتمد على الجمود الدائم في ليبيا، والتي تقتل كل إلحاح للمصالحة الحقيقية وتسلط الضوء على فشل المجتمع الدولي في تقديم حلول متماسكة وفعالة”.

وواصل بقوله “يبدو الليبيون أنفسهم منفصلين وغير متحمسين للساحة السياسية المتوقفة والخطيرة للغاية في البلاد، وهو صدى للندوب العميقة التي خلفتها الحرب الأهلية في عام 2011، حيث أصبحت وعود الديمقراطية التعددية والحريات الشخصية مجرد ذكريات بعيدة في ظل الأزمات الإنسانية المستمرة التي تثبت فشل النظام”.

وذكر أنه في حين تتناحر النخب السياسية وتفشل الأمم المتحدة غير الفعّالة مراراً وتكراراً في التوسط من أجل التوصل إلى سلام دائم، فإن شبح جولة أخرى من الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 2011 يلوح في الأفق.

وأتم بقوله “الاستسلام المقلق الذي يفرضه المجتمع الدولي على الوضع الراهن في ليبيا يغذي بالفعل رواية مفادها أن التسامح المتزايد مع الإخفاقات شريطة ألا تؤدي إلى حرب شاملة، في حين أن تجنب الانتكاس الصريح إلى الصراع قد يثير تنهدات جماعية من الارتياح، فإن هذا الاستقرار الزائف يخفي قضايا أعمق كثيراً”.

زر الذهاب إلى الأعلى