بلدية الكفرة: لا يمكن أن ندير أزمة تدفق اللاجئين السودانيين بنجاح من دون إمكانيات
أكد المتحدث باسم بلدية الكفرة عبد الله سليمان، أن وجود اللاجئين السودانيين وتدفقهم إلى الكفرة وليبيا بشكل عام، بات أمرا واقعا منذ عامين، مشيراً إلى أنهم باتوا مجبرين على التعامل مع هذا الواقع وفق ما يتاح من إمكانيات.
وأوضح سليمان في مداخلة هاتفية عبر قناة “الوسط”، أنهم لا يمكنهم إدارة الأزمة بنجاح كامل طبعا، مطالبا القيادة العامة التابعة للأمريكي خليفة حفتر وبرلمان طبرق بضرورة توفير الدعم اللازم للبلدية.
وقال المتحدث باسم بلدية الكفرة: “إدارة هذه الأزمة بنجاح وسط تدفق أعداد توازي نصف أعداد المدينة بالكامل أي من 30 إلى 40 ألف أمر صعب بدون إمكانيات ولا أموال”.
وأتبع بقوله “لا يمكننا إعطاء أرقام دقيقة بأعداد اللاجئين السودانيين لأن كل من هو مطلع على واقع الأمر لا يمكنه إلا أن يضع أرقاما تقديرية”.
ومضى قائلا “لا يمكن وضع أرقام دقيقة لأن الدخول إلى الكفرة عشوائي، وهناك بعض الإحصائيات تكون مبالغ فيها خاصة تلك التي تتحدث عن وجود مليون لاجئ سوداني”.
واستطرد بقوله “نعتمد على ما يقدم إلينا من دعم، لأن المجلس البلدي للكفرة مثله مثل باقي البلديات ليس لديه أي إمكانيات حتى للتعامل مع المشكلات الحياتية العادية، فما بالك بأزمة مثل هذه، فنحن نعتمد في التعامل مع الأزمة على ما تقدمه لنا المنظمات الدولية والحكومة الليبية المنبثقة عن البرلمان”.
ووصف سليمان الوضع بـ”المأساوي”، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة، معربا عن تخوفه من فصل الشتاء، مضيفا “لذلك قررنا توزيع أغذية ومراتب ومعدات طهي ومعدات نظافة شخصية”.
وأردف بقوله “هناك وعود بتقديم الكثير من المواد الغذائية، لأن اغلب المساعدات الإنسانية التي وصلت للبللدية كانت أغطية ومراتب ومواد نظافة، لكننا نحتاج لدعم عاجل لأن المؤسسات العاملة بالبلدية أصبحت عاجزة، مثل ما تواجهه شركة النظافة التي لديها مشاكل بالأساس قبل وصول اللاجئين ونخشى كذلك من تفشي الأوبئة والأمراض”.
ولفت إلى أن البعثة الأممية والمنظمات الدولية يعاينون الأمر على الأرض ويرصدوا احتياجات اللاجئين، وطلبنا منهم أن تكون المساعدات سريعة وشاملة.
وتحدث عن احتياجاتهم قائلا “نحتاج بصورة رئيسية لدعم المؤسسات مثل مؤسسات المياه والصرف الصحي ونعتمد على المؤسسات الدولية في ذلك، لأن المجلس البلدي غير قادر على تقديم هذه الخدمات”.
وواصل قائلا “معيشة الناس تأثرت كثيرا في البلدية بسبب وصول اللاجئين بصورة كبيرة، خاصة وأن عدد من اللاجئين السودانيين القادمين إلى ليبيا خرجوا من السجون ببلادهم”.
وأشار إلى أنه تم رصد تزايد ملحوظ في الجنايات والجنح المرتكبة من قبل اللاجئين ضد المواطنين أو بين اللاجئين أنفسهم، وأنه تم رصد مشكلة كبيرة في الكهرباء بسبب اعتماد كثير من اللاجئين على الكهرباء في الطهي بدلا من الغاز.
وعدد كذلك ما تم رصده قائلا “تم رصد ارتفاع واضح وقياسي في أسعار الخضروات وهذا لا يقتصر على الكفرة فحسب بل تم رصده في مدن أخرى أيضا”.
وأضاف بقوله “في الفترة الماضية تم رصد مرض العين الملتحمة بين اللاجئين ونتعاون بصورة وثيقة مع منظمة الصحة العالمية للتعامل مع الأمر والسيطرة على الأمر”.
وعن احتمالية تفشي الأمراض قال: “خشينا كثيرا في الفترة الماضية من انتشار مثل هذه الأمراض بسبب الظروف غير الصحية التي يتواجد فيها اللاجئين بسبب التزاحم أو الظروف غير الطبيعية الموجودين فيها”.
وأتم قائلا: “للأسف يتم توزيع اللاجئين حاليا بصورة عشوائية فنحن لا نمتلك مخيمات ولا ملاجئ، ويتم فتح مزارع ليقيموا فيها”.