الاتحاد الإفريقي: ليبيا تمر بلحظات حرجة وحالة من عدم اليقين منذ الانتخابات غير الناجحة2021
أكد مدير إدارة الصراعات في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، الحاج سرجوه باه، خلال اجتماع للمجلس بشأن الوضع في ليبيا، أن ليبيا وشعبها يمرون بلحظة حرجة منذ الانتخابات غير الناجحة في ديسمبر 2021، حيث تمر البلاد بحالة كبيرة من عدم اليقين.
وأوضح باه في خطابه، أنه “لا يزال الجمود السياسي قائما بين حكومة الوحدة في طرابلس والحكومة المتمركزة في بنغازي المدعومة من مجلس النواب وخليفة حفتر”.
وأردف بقوله “على الرغم من اعتماد مجلس النواب لقانوني انتخابات في أكتوبر 2023، صاغتهما لجنة 6+6 بشأن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، إلا أن الأطراف المتصارعة لم تحقق بعد أي تقدم في حل خلافاتها بشأن تنظيم الانتخابات الوطنية”.
ومضى قائلا “يظل مصدر الخلاف الرئيسي هو ما إذا كان ينبغي تشكيل حكومة مؤقتة موحدة تتحمل المسؤولية الأساسية عن تنظيم الانتخابات أو إعادة تشكيل الحكومة الحالية”.
واستطرد بقوله “شهدنا هذا العام تكثيف المواجهات السياسية، وأحدثها خلال الصيف بين مجلس النواب والسلطات التنفيذية، والبرلمان صوت للمرة الرابعة منذ عام 2021، على إنهاء ولاية حكومة الوحدة، وتعيين حكومة في المنطقة الشرقية لحين تعيين حكومة انتقالية موحدة”.
وأشار باه إلى أن الاتجاه المقلق للوضع الليبي، هو القرارات الأحادية الجانب، التي تؤدي لتفاقم الصراع، والتي ظهرت بتغيير الرئاسي محافظ مصرف ليبيا المركزي، وهو ما تسبب في إعلان المنطقة الشرقية حالة القوة القاهرة على جميع حقول ومنشآت النفط والغاز.
وتحدث عن تلك الأزمة قائلاً “أثرت هذه الأزمة بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين والمعاملات التجارية، حيث أن مصرف ليبيا المركزي هو المستودع للإيرادات العامة وأحد المؤسسات الحكومية القليلة التي تخدم الحكومتين.
وأضاف بقوله “الوضع تحسن كثيراً بتوافق الجهات الفاعلة الشرقية والغربية لتولي محافظ جديد للمصرف المركزي، وبالنسبة للوضع الأمني، لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 23 أكتوبر 2020 قائما، ويظل خطر اندلاع حرب واسعة النطاق منخفضا”.
ولفت إلى أن نجحت الوساطة المحلية في احتواء التهديدات العرضية بالعنف من الفصائل المسلحة في الجزء الغربي من البلاد، وأستطيع أن أؤكد أن تحسن الظروف الأمنية سهّل بعض التقدم في كل من المجالات الاقتصادية والإنسانية”.
ولكنه عاد وقال “مع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة بسبب الافتقار إلى الإجماع الوطني في حل الصراع السياسي، فالجمود السياسي الحالي غير مستدام، ولم ينجح النقاش الدائر حول شرعية مؤسسات الدولة بعد في استعادة السلام والاستقرار في البلاد”.
وشدد على أن الاتحاد الأفريقي ملتزم بجهود المصالحة لتعزيز الإجماع الوطني والمساعدة في تخفيف التوترات السياسية.
وأتم بقوله “خلال فترة إعداد هذا التقرير، أكمل الاتحاد الأفريقي 8 زيارات إلى ليبيا، بما في ذلك المشاركة في اللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة، وعلى الرغم من بعض الانتكاسات، لا يزال الاتحاد الأفريقي ثابت العزم، وخاصة فيما يتعلق بتأجيل مؤتمر المصالحة، الذي تم تحديد موعده ومكان انعقاده من قبل الشعب الليبي في أبريل المقبل”.