الاخبار

“أفريكا إنتليجنس” يكشف تورط شركة تركية بأنشطة مشبوهة للسيطرة على النفط الليبي بالتعاون مع الدبيبة وحفتر

كشف موقع “أفريكا إنتليجنس” الاستخباراتي الفرنسي، يكشف كواليس تورط شركة BGN التركية المشبوهة المتورطة في قضايا فساد بعدة دول عربية، بأنشطة مشبوهة للسيطرة على النفط الليبي بالتعاون مع الدبيبة وحفتر.

وأوضح الموقع الاستخباراتي الفرنسي في تقرير مطول، كيف أن الشركة فرضت نفسها كلاعب رئيسي في مجال النفط الليبي، وكيف أن الشركة التي التي تتخذ من دبي مقرا لها وتترأسها سيدة الأعمال التركية رؤيا بايجان، تمكنت من الاستحواذ على معظم النفط الخام في ليبيا، وأصبحت واحدة من موردي الوقود الرئيسيين بالبلاد.

وأشار التقرير إلى أن الشركة تتطلع الآن للاستثمار في البنية التحتية وحقول النفط الليبية، مستفيدة من علاقاتها مع إبراهيم الدبيبة وصدام حفتر، لافتا إلى ان رؤيا بايجان، اقتحمت عالم النفط المغلق وتعمل الآن بثقة في الأسواق النفطية التقليدية للشركات الأوروبية والأمريكية الكبرى، بفضل علاقاتها مع الأطراف الليبية المختلفة.

وقال التقرير إن بايجان، التي تقود شركة “BGN” وتتخذ مقرات في إسطنبول وجنيف ودبي، وأثبتت سيدة الأعمال التركية التي لا تتحرك إلا بطائرتها الخاصة بين مختلف الدول المنتجة للنفط والمراكز المالية، تسعى لأن تكون وسيطا نفطيا في ليبيا، قادرا على تجاوز الصراعات الداخلية التي لا تنتهي.

وأتبع بقوله “استفادت بايجان من فكرة أن السوق النفطية الليبية التي تبلغ قيمتها عشرات المليارات من الدولارات تعاني منذ سقوط القذافي فسعت لترسيخ مكانة BGN كشريك للمؤسسة الوطنية للنفط”.

ومضى قائلا “حصلت BGN على وساطة لما لا يقل عن 10% من حجم الإنتاج النفط الليبي، ما يجعلها واحدة من الشركات الكبرى العملاقة العاملة في ليبيا”.

وأورد التقرير أنه منذ عام 2021، كانت الشركة تصدر ما بين شحنتين إلى 4 شحنات شهريا من النفط الليبي وكان يمكنها الحصول على شحنات من وسطاء آخرين، وكان من بين مورديها شركة “مار إنت دي إم سي سي” الإماراتية.

واستدرك قائلا “لكن حاليا تتاجر الشركة بما يصل مجموعه إلى 30 مليون طن من منتجات النفط والغاز سنويا، بما في ذلك 10 ملايين طن من الغاز المسال، ما حولها إلى واحدة من الشركات الرائدة بالقطاع”.

وذكر التقرير “مبيعات النفط الخام الليبي يتم التفاوض عليها بسرية بالغة مع BGN، لأن صعودها السريع أثار فضول ودهشة معظم اللاعبين والشركات الكبرى بالقطاع، حيث تمكنت سيدة الأعمال التركية من الحصول على مكانة كبيرة بالقطاع في 5 سنوات فقط، وهو ما يثير ريبة بشأن امتثال عملياتها للقوانين”.

واستعرض التقرير تاريخ سيدة الأعمال التركية قائلا “بنت بايجان، شبكة قوية من الاتصالات، لترسيخ نفسها كأقوى سيدة أعمال أجنبية في ليبيا، مع أهم اللاعبين في السياسة والنفط داخل ليبيا، فهي تمتلك إمكانية الوصول إلى كبار المسؤولين في حكومة الوحدة والمصرف المركزي الليبي والمؤسسة الوطنية للنفط، كما أنها طورت علاقاتها مع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط السابق مصطفى صنع الله ورئيسها الحالي فرحات بن قدارة”.

وأردف قائلا “اعتمدت بايجان في المقام الأول داخليًا على رئيس قسم المبيعات الدولية في شركتها، عماد بن رجب، الذي أدار عقود بيع النفط الليبي لمدة ست سنوات تقريبًا حتى أوائل عام 2023، حتى ألقي القبض عليه بتهمة الفساد واختلاس ملايين الدولارات من خلال استيراد البنزين المغشوش كجزء من صفقة النفط مقابل الوقود، وحكمت محكمة طرابلس الجنائية على عماد بن رجب بالسجن لمدة ثلاثين شهرًا في يوليو وهرب من ليبيا، ويقال إنه يعيش في تركيا حاليا”.

وواصل قائلا “تم تسليط الضوء على ممارسات BGN في تقرير ديوان المحاسبة الأخير، والذي يشير إلى أنها دفعت 586 مليون دولار عام 2023 مقابل تسليم وقود إلى المؤسسة الوطنية للنفط من إجمالي 8.5 مليار دولار مستحقة عليها”.

ولفت إلى أنه ضمت قائمة الشركات التي تتعامل من خلالها سيدة الأعمال التركية مع المؤسسة الوطنية للنفط شركة التجارة الإماراتي “إي 2 إنترناشيونال”، التي يترأسها إيجار علييف، الذي يحتل أيضا منصب مدير في BGN، ما يشير إلى صلة محتملة بين الكيانين.

وذكر كذلك أن تقرير ديوان المحاسبة يشير إلى أن شركة “إي 2” دفعت إلى المؤسسة الوطنية للنفط 2 مليار دولار مقابل تحصلها على وقود أيضا.

واستطرد قائلا “حاول عون دون جدوى تسليط الضوء على عقود النفط هذه، قبل أن يتنحى في يوليو، بعد مواجهة طويلة مع الدبيبة، وديوان المحاسبة كذلك أدان افتقار المؤسسة الوطنية للشفافية واختياره شركات تجارية ناشئة تعمل في ظل ظروف تعتبر غامضة، بدلاً من استخدام الشركات الدولية الكبرى”.

وربط التقرير صعود بايجان مع تواجد القوات التركية بقوله “ترتبط بصورة كبيرة القوة المتزايدة لشركة BGN في ليبيا بالاستراتيجية التي تنتهجها أنقرة في البلاد منذ 2019، فمنذ تواجد القوات التركية في ليبيا، باتت ناقلات BGN مشهدأ مألوفا في موانئ النفط الليبية، حيث تقوم بتحميل أحجام تتراوح من 600 ألف إلى مليون برميل من الخام عدة مرات في كل 3 أشهر، ومعظمها يكون بنظام المقايضة”.

وأردف التقرير قائلا “لسنوات عديدة ظلت الشركة وسيدة الأعمال التركية تقوم بأعمال في الظل، ولكن في الفترة الأخيرة قررت أن تنتفح بعدما عقدت شراكات مع الأطراف شرق وغرب البلاد”.

واستمر التقرير في الحديث عن سيدة الأعمال التركية قائلا “رؤيا بايجان، كان لديها من بداية دخولها في مجال الأعمال مخطط لتحويل أعمال العائلة إلى ما هو أبعد من حدود تركيا، وأنشأت شراكات في عدة دول، وفي أفريقيا استعانت بخدمات تاجر النفط تشارلز أمواكون ثيميلي، نجل الوزير الإيفواري السابق أمواكون ثيميلي، والذي يشغل منصب مدير التجارة والتنمية الاقتصادية في أفريقيا لدى الشركة منذ 2022”.

وعن خططها في ليبيا تحدث التقرير قائلا “تسعى حاليا BGN للحصول على عقود للتنقيب عن النفط وتطويره في ليبيا، وتهتم بشكل خاص بالحصول على عقد امتياز لحقل NC7 بحوض الحمادة النفطي جنوبي طرابلس، وبالفعل تحدث ممثلو BGN مع الدبيبة حول الأمر في يناير 2023، ولكن المحادثات ظلت معلقة حتى الآن”.

واستمر بقوله “كما تتطلع الشركة أيضا للحصول على عقود في برقة، حيث التقى أحد ممثليها مع صدام حفتر في فبراير 2023 ببنغازي، وكانت الأمر يتعلق بعقود خاصة بشركة الخليج العربي للنفط (أجوكو)، لكن الاجتماع فشل حتى الآن في تحقيق أي نتائج، بحسب ما هو معلن”.

وأتم بقوله “لكن ما يثير علامات الاستفهام، كيف أن البيانات الرسمية لم تعلن عن أي شراكة رسمية، ثم تتحصل الشركة على هذه المليارات، وهو ما يبرهن أنها تبرم معهم صفقات ولكن في الخفاء”.

زر الذهاب إلى الأعلى