صحيفة بريطانية تكشف بالصور كيف توسعت القواعد العسكرية الروسية داخل ليبيا بمساعدة حفتر
نشرت صحيفة “الديلي تليجراف” البريطانية، تقرير مطولاً مدعوما بالصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية، التي تكشف كيف توسعت القواعد العسكرية داخل ليبيا بمساعدة الأمريكي خليفة حفتر، حتى تتمكن موسكو من أن تضع لها موطئ قدم داخل إفريقيا.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن التحليل الخاص بالصور يظهر أن القواعد الجوية الليبية تشهد تواجد طائرات نقل عسكرية ومدرجات مطورة ودفاعات محيطية معزز ومباني جديدة لدعم التوسع الروسي.
وأوضحت أن صور الأقمار الصناعية تظهر أن روسيا تهبط بطائرات عسكرية على مدارج تم تجديدها حديثًا تحت سيطرتها في ليبيا مع قيام الكرملين بتوسيع وجوده بسرعة في أفريقيا.
وأردفت قائلة “3 قواعد جوية ليبية يتم من خلالها هبوط طائرة النقل العسكرية الروسية وتدشين المدرجات المطورة والدفاعات المحيطية المعزز، وجميعها تغييرات تمت هذا العام فقط، وتشير الترقيات إلى أن روسيا تعمل على تكثيف وجودها العسكري بشكل كبير في ليبيا، وذلك بفضل الشراكة المتنامية مع خليفة حفتر”.
وواصلت قائلة “تعمل ليبيا كمركز للعمليات الروسية المتوسعة بسرعة في أفريقيا، مما يمهد الطريق لمزيد من الوصول إلى دول بما في ذلك السودان ومالي وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى”.
واستدركت بقولها “السيطرة العسكرية في ليبيا تسمح لروسيا أيضًا برسم قوس من القوة من شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث تسيطر بالفعل على مواقع ساحلية في سوريا، إلى جنوب البحر الأبيض المتوسط عبر ليبيا”.
ونقلت الصحيفة عن مدير التحقيقات في منظمة “سينتري” غير الربحية الأمريكية التي تركز على الفساد، تشارلز كاتر، قوله: “روسيا تستخدم ليبيا كموطئ قدم استراتيجي لفرض قوتها في بقية القارة الأفريقية”.
وأتبع بقوله “من خلال الاستفادة من الحكم المتصدع والفساد المستشري في ليبيا، بالإضافة إلى الرضا الواضح للقوى الإقليمية والدولية، رسخت موسكو نفسها بشكل متزايد عسكريًا واقتصاديًا داخل البلاد”.
وعاد التقرير للحديث عن العمليات الروسية، بقوله “روسيا بدأت في تجديد المرافق في قاعدة براك الشاطئ العسكرية في وسط ليبيا بمطلع هذا العام، وبحلول أبريل تمكنت الطائرات العسكرية الروسية من الهبوط في القاعدة على مهبط طائرات لم يتم استخدامه لسنوات”.
وواصلت حديثها عن ذلك التطور قائلة “تم تسليم القوات الروسية 4 شحنات عسكرية بحرية عبر ميناء طبرق، ووصلت فعليا المعدات والمركبات العسكرية والذخائر إلى قاعدة براك الشاطئ في أبريل، واستمرت الطائرة العسكرية في الهبوط لقاعدة براك الشاطئ، حيث تم تأكيد وجود طائرة إليوشن 76، وهي طائرة عسكرية روسية، على الأرض في منتصف سبتمبر، بحسب صور الأقمار الصناعية”.
واستطردت بقولها إنه في أوائل نوفمبر تم رصد وصول طائرات شحن عسكرية روسية لقاعدة الجفرة الجوية، من خلال صور الأقمار الصناعية، بجانب مقاتلات من طراز “ميج-20” وقاذفات “سو-24” الروسية.
ولفتت الصحيفة إلى أن بعض الإمدادات العسكرية التي تصل ليبيا يتم نقلها إلى دول إفريقية أخرى لبسط السيطرة العسكرية الروسية.
وانتقلت للحديث عن قاعدة القرضابية الجوية، والتي قالت إنها خضعت لأوسع عمليات تجديد روسية خلال العام الماضي من بين القواعد العسكرية الثلاث التي تسيطر عليهم موسكو.
وأردفت قائلة “القوات الروسية عملت على تحصين القاعدة، وإضافة منشآت جديدة، وتجديد المدرجات وتعزيز الدفاعات المحيطة بها، وتم تشييد العديد من المباني الجديدة، والتي يمكن رؤيتها في صور الأقمار الصناعية من نوفمبر، مقارنة بالعام الماضي، كما يتواجد بها الآن عدد كبير من المركبات العسكرية”.
وشدد التقرير على أن الجيش الروسي أصبح متواجدا في كل مكان في القرضابية، حيث يقوم أيضا بتدريب قوات حفتر، وأصبحوا مسيطرين عليها بصورة غير مسبوقة، لدرجة أن ألوية حفتر يجب أن تطلب الإذن من القوات الروسية قبل الوصول لهذه القاعدة.
وتطرق إلى أنه “في ديسمبر الماضي، أقام لواء يسيطر عليه حفتر احتفالًا رسميًا مع 500 جندي ليبي، يمكن رؤيتهم في صور الأقمار الصناعية، داخل قاعدة القرضابية، وكان واضحا أن هذا الاحتفال هدفه إعطاء انطباع خاطئ أن حفتر هو من يسيطر على القاعدة وليس روسيا”.
ومضى قائل “الجنود الليبيون الذين دخلوا لقاعدة القرضابية كانوا قد نسقوا مع الجانب الروسي وأخذوا إذنا منهم قبل الدخول وإقامة الاحتفالية”.
وذكر التقرير أنه على الرغم من التواجد العسكري في ليبيا إلا أن عدد القوات انخفض جزئيا بسبب الحرب الأوكرانية، حيث يشير الرقم إلى وجود حوالي 2000 فرد في ليبيا، بدلا من 3 آلاف في عام 2020.
ولفت التقرير إلى أن زيادة التواجد العسكري الروسي في ليبيا، يمنحها القدرة على التأثير في الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي على طول الجناح الجنوبي لحلف الناتو، مشيرة إلى أنه يمكن تحقيق ذلك سواء من خلال استعراض العضلات العسكرية أو تعطيل أسواق الطاقة من خلال التلاعب بدور ليبيا كمصدر رئيسي للنفط الخام.
وقالت الصحيفة إن روسيا استفادت اقتصاديا من ليبيا أيضا بعدما أصبحت عميلا رئيسيا لمنتجاتها في الطاقة عقب توقيع العقوبات الأوروبية عليها بسبب حرب أوكرانيا.
وكشفت أنه تم تسهيل الصفقات النفطية بين روسيا وليبيا، بسبب نفوذ حفتر على فرحات بن قدارة، الذي تم تعيينه في عام 2022 رئيسًا للمؤسسة الوطنية للنفط الليبية.