موقع عسكري روسي: موسكو لا تعتبر حفتر حليفًا مثل بشار الأسد بل مجرد “رفيق سفر”
أكد موقع “ميلتيري ريفيو” العسكري الروسي، أن موسكو لا تعتبر الأمريكي خليفة حفتر حليفا لها مثل بشار الأسد في سوريا، بل تعتبره مجرد “رفيق سفر” يوفر لها ميزة افتراضية، وبمجرد تحقييق الغرض منه يمكنها التخلص من هذه العلاقة.
وأوضح الموقع الروسي، أنه يمكن أن تكون للقوات الروسية موطئ قدم محتمل في ليبيا، لأن ذلك يحقق لموسكو الوصول إلى موارد ثمينة في ليبيا.
وأردف قائلا “القواعد الليبية بالفعل خيار جيد من حيث النقل الجوي السريع للمعدات الروسية الموجودة في سوريا، خاصة وأن الطريق من قاعدة حميميم للقواعد الليبية لا يبعد سوى 1800 كيلومتر”.
ومضى بقوله “التواجد الروسي في ليبيا سيواجه صراعا سياسيا متناميا بين غرب البلاد وشرقها وجنوبها، قد يتحول إلى اشتباكات مسلحة، خاصة وأنه لا يمكن التوفيق حاليا بين المتنافسين في الشرق والغرب بسبب الاختلافات الأيديولوجية بينهما”.
ووصل قائلا “البنية الليبية حاليا متماسكة بفضل التوازن الديناميكي الحادث بين الدول المتداخلة في الأزمة، ولكن الفضل الأول في هذا التماسك يرجع إلى النفط، فليبيا لم تفقد على عكس العراق بنيتها التحتية بشكل خطير خلال مراحل حربها الداخلية النشطة، حيث تحرص كافة الأطراف المتنافسة على استمرار تدفق النفط حتى تستمر التمويلات الخاصة بها”.
واستدرك بقوله “ما يمنح فريق برقة الذي يسيطر عليه حفتر الغلبة في الصراع على النفط هو أنه يمتلك نحو 60% من حقول النفط النشطة، وهو ما يجعل الروس يسعون للتحالف مع حفتر، خاصة وأن معظم موانئ تصدير النفط تقع في نطاق نفوذه”.
وتطرق الموقع العسكري الروسي إلى الوضع بين الشرق والغرب قائلا “الوضع في شرق ليبيا يبدو مهيء باتجاه انفصالها، ولكن الأزمة التي تعوق هذا الأمر هو المال، لأنه لا يمكن لبنغازي أن تبيع النفط من دون غطاء للمؤسسة الوطنية للنفط أو مصرف ليبيا المركزي، خاصة بعد محاولات سابقة تبعتها تهديدات أوروبية أمريكية”.
وذكر أن “المال هو السبب الوحيد الحالي الذي يربط بين غرب وشرق ليبيا، خاصة وأن عائدات النفط لا يمكن لأي منهما أن ينفقها من دون الحاجة إلى الآخر”.
واتجه الموقع للحديث عن الوضع العسكري فقال: “بالنسبة للوضع العسكري في شرق وغرب ليبيا، فالقوات التابعة سواء لطرابلس أو بنغازي ليست شيئا موحدا على الإطلاق، فهي مقسمة على أساس قبلي أو لأغراض مادية، وتلك القوات عبارة عن مجموعة من الألوية العسكرية المختلفة معظمها مرتبط بالوضع المحلي المتواجدة فيه”.
وأشار إلى أن حفتر يمتلك وحدات في طبرق وبنغازي وبعض الوحدات المكونة من سلفيين قتاليين من أنصار داعية مدخلي بالإضافة إلى مجموعة من الميليشيات القبلية والإقليمية في الأراضي الخاضعة لسيطرته، أي أن روسيا في حال تواجده ستجد نفسها مضطرة للتعامل مع واقع هذه الميليشيات.
وأضاف قائلا “أما بالنسبة للانقسام الحكومي هو رغم وجوده بشكل ظاهر في حكومتي الدبيبة وحماد إلا أن مضخات النفط لا تزال تعمل والأموال تتدفق للحكومتين، وهو ما سيضمن تمويل مستدام للقوات الروسية”.
ولفت الموقع إلى أن “موسكو راهنت على حفتر حاليا في ليبيا، لأن القوات في طرابلس غير متجانسة للغاية وحساسة للتقلبات، في حين اللاعب الثاني المتمثل في حفتر لديه النفط والأنابيب والموانئ وقوات أكثر تجانسا وأقل حساسية وتحصل على دعم من دول الجوار”.
وشدد التقرير على أن “المسرح السياسي العسكري الليبي أكثر تعقيدا من سوريا، خاصة وأن الجماعات المتحاربة في ليبيا لا يمكن التوفيق بينهم بسهولة بسبب صعوبة توفيق مصالح الدول المتصارعة والداعمة لأطراف الصراع”.
وأرجع التقرير المشهد المعقد في ليبيا لنكبة فبراير، مشيرا إلى أن هذا المشهد ليس إلا ظل باهت لـ”الخطة الفرنسية الخبيثة” لهزيمة القذافي في عام 2011، ولكن بمرور الوقت أصبحت تركيا وروسيا هما المستفيدين الأكبر من هذا الوضع.
وقال التقرير إن “استخدام روسيا لقواعد انطلاق في ليبيا مثل قاعدة الجفرة الجوية وأحد الموانئ الأخرى، سيشكل لها نقطة قوة هامة في مشروعاتها الخاصة في أفريقيا”.
وأتبع بقوله “روسيا تدرك أنها حاليا تلعب دورا مهما في توازن القوى الحالي في ليبيا بين طرابلس وبنغازي، وهي تدرك أن حفتر بحاجة لها لأنها يحتاج لأسلحة جيدة يواجه بها التهديد التركي في الغرب”.
واستطرد قائلا “لكن تخشى موسكو حاليا أن يكون زيادة تواجدها انتهاك لتوازن القوى الحالي في ليبيا، ويؤدي إلى زيادة تواجد تركية أيضا أو تدخل أمريكي أوروبي في الساحة الليبية”.
وأتم بقوله “لقبول تواجد روسي كبير في شرق ليبيا، يجب أن تعقد موسكو صفقة مع تركيا وطرابلس، بحيث تكون بعيدة في تلك اللحظة على ضغوط الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا”.