الاخبار

صحيفة بريطانية تكشف تفاصيل خطة صينية سرية لإرسال طائرات بدون طيار لصالح حفتر

كشفت صحيفة “الديلي تليجراف” البريطانية، تفاصيل الخطة الصينية السرية لإرسال طائرات بدون طيار مسلحة لصالح الأمريكي خليفة حفتر في شرق ليبيا.

وأوضحت الصحيفة البريطانية، في تقرير استقصائي مطول، أن رسائل البريد الإلكتروني التي كان يتبادلها المتآمرين في كندا، تكشف أن التكنولوجيا العسكرية الصينية كانت تبلغ قيمتها مليار جنيه إسترليني، وكانت ستدفع من قبل حفتر مقابل النفط الخام المخفض.

ولفتت الصحيفة، إلى أن الصين استخدمت شركة وهمية مقرها بريطانية للالتفاف على الحظر الدولي للأسلحة على ليبيا، لتسليم 92 طائرة بدون طيار من نوع “وينج وونج” قادرة على تحميل صواريخ متعددة.

وذكرت الصحيفة، أن عملية تصدير الطائرات من الصين إلى ليبيا كانت متنكرة في شكل مساعدات لفيروس كورونا في انتهاك مباشر لحظر الأسلحة الأممي.

وأشارت إلى أنه في مقابل هذا كانت ليبيا ستقوم بتفريغ براميل النفط الخام إلى الصين بسعر مخفض، مع جزء من الدفعة عن طريق شحنة الطائرات بدون طيار السرية.

وأردفت قائلة “تحقيقات كندية أظهرت 3 متآمرين مزعومين تفاوضوا على الصفقة أثناء عمليهم في منظمة الطيران المدني الدولي، الوكالة الأممية التي مقرها مونتريال”.

واستمرت قائلة “رسائل البريد الإلكتروني التي أظهرتها وثائق المحكمة الكندية أظهرت تبادلهم تفاصيل الخطة بين عامي 2018 و2021، باستخدام شبكة من الشركات الوهمية المسجلة في بريطانيا ومصر وتونس”.

وقالت إن شركة “شنغهاي جولد وينج آفييشن” الوهمية المسجلة في بريطانية ويديرها مدير صيني كانت جزءا من شبكة معقدة من الشركات لإخفاء المعاملات غير المشروعة.

وأتبعت قائلة “انكشفت هذه الخطة بعدما صادرت السلطات الإيطالية أجزاء من طائرات بدون طيار مخبأة في هيئة معدات توربينات الرياح متجهة إلى ليبيا”.

ونقلت عن المحقق في وثائق المحكمة قوله إن “الحكومة الصينية وافقت على استراتيجية مساعدة ليبيا في شراء وشحن المعدات العسكرية من خلال الشركات المعينة والموافقة عليها من قبل الحكومة الصينية من أجل إخفاء المشاركة المباشرة للوكالات الحكومية”.

وأضاف بقوله “هذا المخطط محاولة صينية متعمدة للتحايل على العقوبات الأممية التي كانت سارية”.

وتطرقت الصحيفة إلى أن وثائق المحكمة أظهرت أن الصين كانت مهتمة بتسليح ليبيا لتسريع لإنهاء الحرب التي كان يقودها حفتر ضد طرابلس لتتمكن بكين من جني فوائد اقتصادية بمجرد انتهاء القتال.

ونقلت الصحيفة عن علياء الإبراهيمي، زميلة في المجلس الأطلسي ومتخصصة في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قولها إن “الخطة الصينية كانت خطوة أولية لتعبئة موارد ليبيا واقتصادها وأراضيها على المدى الطويل”.

وأردفت قائلة “الصين أدارت هذا الملف بطريقة فاسدة لتحقيق مصالحها في ليبيا، فهناك حكومات فاسدة لا تمثل الشعب الليبي هي من تساعد هذه الحكومات وتفرط في موارد ليبيا لصالح روسيا والصين، في سيناريو بائس لن يخرج ليبيا من أزمتها”.

ولفتت الصحيفة إلى أن حفتر كان يأمل في الحصول على الطائرات بدون طيار ليتمكن من المنافسة مع منافسيه المدعومين بالأتراك، وينخرط في صفقات مشبوهة وفاسدة مع دول مثل الصين لبسط سيطرته على البلاد.

ونقلت الباحث المتخصص في الشؤون الليبية، جلال حرشاوي، قوله: “عائلة حفتر تدرك أن إظهار القوة يخدم مصالحها، لذلك تريد الحصول على أكبر رادع ضد الفصائل المتنافسة”.

وأتم بقوله “حفتر يستثمر جزءاً من موارده في تنمية هالة من القوة العسكرية، التي تمكنه من مواجهة كافة منافسيه”.

زر الذهاب إلى الأعلى