تقرير روسي: موسكو لا ترى حفتر حليفًا جدير بالثقة وتدرك أن تركيا لن تقبل بوجودها في ليبيا من دون مقابل
نشر معهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط “ميمري” الأمريكي، تقريرا لموقع “توبوار. رو” الروسي، يشير إلى أن موسكو تعتمد حاليا على ليبيا كموطئ قدم محتمل، بعد سقوط نظام الأسد في سوريا.
وأورد التقرير، أن موسكو لا تزال غير مدركة لمصير قواعدها العسكرية في سوريا، وهو ما يجعلها تسعى بشكل كبير لإعادة نشر قواتها في ليبيا.
وقال التقرير، إن موسكو تعتبر الأمريكي خليفة حفتر مجرد “رفيق سفر” وليس حليفا لروسيا مثل بشار الأسد، ولا تضع ثقة كاملة فيه، ولكنه عاد وذكر أن حفتر يوفر لها حاليا ميزة مهمة بتوفير ملاذ آمن لقواتها المتمركزة في سوريا.
وأردف التقرير قائلا “روسيا تدرك أهمية تنسيق جهود نشر قواتها في ليبيا مع تركيا، التي تعد لاعبا مهما في ليبيا كما هو الحال في سوريا، لكن موسكو تدرك أن تركيا لا تقدم أي معروف من دون أن تتقاضى مقابل كل خدماتها”.
ولفت التقرير، إلى أن روسيا تدرك أنه لا يمكن في ظل الظروف الحالية نقل المعدات العسكرية والمدنية واسعة النطاق بسرعة من سوريا إلى ليبيا، فهي تعلم أن قواعدها العسكرية في ليبيا ليست حاليا خيارا سيئا بالنسبة لموسكو، خاصة تلك التي يتم من خلالها نقل المعدات عن طريق الجو.
واستمر التقرير قائلا “روسيا تسعى حاليا لضمان توازن ديناميكي في علاقاتها بين حفتر في المنطقة الشرقية وحكومة الدبيبة في طرابلس، حتى لا يشكل الانقسام الواقع في ليبيا على أنشطتها العسكرية”.
وواصل بقوله “النفط يعد عنصرا رئيسيا لهذا التوازن الذي تسعى روسيا للحفاظ عليه في علاقاتها مع الأطراف الليبية، حيث تعمل موسكو حاليا على عدم تطوير أي صراع عسكري بين الأطراف المتصارعة في ليبيا، لضمان استفادتها من ورقة النفط، بتحقيق مصالح اقتصادية وجيوسياسية واسعة النطاق للضغط على الدول الأوروبية”.
واستدرك قائلا “الصراع الحالي في ليبيا يتركز على كيفية توزيع أموال النفط، والصراع بين الأطراف يدور في المجال السياسي وليس العسكري، حيث تركز كافة الأطراف على عدم توقف مضخات النفط لضمان استفادتها المالية منها، وهو ما يجعل كلا من روسيا وتركيا يسعيان للتنسيق بينهما لضمان تحقيق مصالحهما المشتركة”.
وتطرق التقرير إلى الصعوبات التي تواجه روسيا لتعزيز تواجدها العسكري في ليبيا، حيث وصفت أن “المسرح السياسي العسكري” الصحراوي بأكمله في ليبيا أكثر تعقيدا مما كان حادثا في سوريا.
وأضاف بقوله “يواجه التواجد العسكري الروسي في ليبيا، نفوذ تركي متزايد كذلك، التي تسيطر على ميناء الخمس وحولته إلى قاعدة عسكرية وتسيطر بصورة كبيرة على مصراتة وطرابلس في نفس الوقت”.
وذكر أن تركيا لا تحتاج إلى الموارد الليبية فحسب، بل تحتاج أيضًا إلى السيطرة على على الحدود مع النيجر وتشاد والسودان، وهو ما يجعلها تبني قاعدة عسكرية في السودان ويتزايد التعاون العسكري التقني بينها وبين النيجر وتشاد، وهو ما قد يتعارض مع نفوذ روسيا بتلك المنطقة.
وشدد التقرير على أنه رغم تحقيق روسيا توازن في علاقاتها مع تركيا حيث يسعى كل منهما لتحقيق توزان في النفوذ فيما بينهما، لكنهما يخشيان من الدور الأمريكي في هذا الأمر، خاصة وأن واشنطن تراقب الوضع منذ سنوات من دون التدخل بصورة مباشرة.
وأتم بقوله “حال تدخل الولايات المتحدة في صراع النفوذ الليبي هذا، فسيكون الوضع أكثر تعقيدا على موسكو”.