رويترز: وثائق ومستندات تظهر مساعي شركة خاصة مرتبطة بحفتر على السيطرة على نشاط النفط الليبي

كشفت وكالة “رويترز”، أن شركة ليبية خاصة مرتبطة بالأمريكي خليفة حفتر تسيطر على نشاط النفط الليبي، ونفذت عمليات بقيمة 600 مليون دولار على الأقل منذ مايو الماضي.
وقالت الوكالة البريطانية، إن بيانات سجلات الشحن وخبراء الأمم المتحدة، شركة “أركينو” للنفط لم تكن معروفة النشاط قبل 2023، وكانت أول شركة ليبية خاصة تتحصل على عائدات نفطية، وتتعامل بصورة بعيدة عن مصرف ليبيا المركزي.
ولفتت الوكالة، إلى أنه منذ رحيل القائد الشهيد معمر القذافي والنظام الجماهيري في 2011، تتركز النزاعات بين الأطراف الليبية شرقا وغربا على توزيع عائد النفط من قبل المصرف المركزي، وبسبب هذه الأمر أوقف حفتر الإنتاج والتصدر من حقو النفط أكثر من مرة لضمان تدفق الأموال شرقا.
وأشارت “رويترز” إلى أنها حاولت تحديد المالك الحقيقي لشركة “أركينو”، لكن لم تفلح في ذلك الأمر، فيما كشف تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة يؤكد أن الشركة تحت سيطرة صدام نجل الأمريكي خليفة حفتر ولكن بصورة غير مباشرة.
ونقلت الوكالة عن تشاركز كاتر، مدير التحقيقات في موقع “ذا سنتري” للتحقيقات السياسية والدولية: “ملكية هذه الشركة لصدام حفتر، سابقة مذهلة تعكس النفوذ المتزايد للجهات المسلحة على قطاع النفط الليبي”.
وأتبع بقوله “يبدو أنه لا يوجد دليل على أن أركينو قد قام بالفعل بأي خدمات أو أعمال تطوير في حقلي النفط المسلة والسرير، الذين نجح في السيطرة عليهما من شركة الخليج العربي للنفط، نتيجة لذلك، فإن مطالبات أركينو بمئات الملايين من الدولارات من المؤسسة الوطنية للنفط، والتي تم دفعها في شكل شحنات تصدير نفط، تثير علامات حمراء خطيرة للفساد المحتمل”.
وذكرت الوكالة أنها راجعت رويترز أكثر من 20 وثيقة، بما في ذلك سندات الشحن وقرارات الحكومة ورسائل شركات النفط لهذه المقالة، بالإضافة إلى مقابلات مع مصادر دبلوماسية وتجارية وخبراء في ليبيا، للتأكد من سيطرة “أركينو” على قطاع النفط في الشرق.
وقالت إن مقر الشركة يقع في بنغازي بالقرب من محطة نفطية تحت سيطرة حفتر، وتأسست من قبل موظفين سابقين في المؤسسة الوطنية للنفط.
وأتبعت قائلة “أركينو دخلت في مجال تصدير النفط لأول مرة بعد اتفاقها مع شركة الخليج العربي للنفط الليبية على نقل ملكية شحانتها من النفط إلى ملكية الشركة الخاصة، واشترت شركات نفط أمريكية مثل إكسون موبيل عدد من شحنات النفط الخاصة بأركينو في 28 أكتوبر الماضي، وفق بيانات التتبع”.
ومضت بقوله “اشترت شحنات أخرى شركة يونيبك الذراع التجارية لأكبر مصفاة في العالم وهي سيونبك الصينية.
واستدركت بقولها “عادة ما يتم دفع ثمن شحنات النفط الخام بالدولار لحساب مصرف ليبيا المركزي في المصرف الليبي الخارجي ويتم نقلها حساب حكومة طرابلس لدى المصرف، ولكن شحنات أركينو كان يطلب دفعها في حساب بنك إماراتي وآخر في جنيف”.
وتطرقت الوكالة إلى أنه “بالإضافة إلى السماح لشركة أركينو بتصدير النفط الخام، تم تعيينها شريكًا في حقلي النفط الرئيسيين السرير والمسلة، الذين يصل إنتاجهما 300 ألف برميل يوميا من النفط الخام عالي الجودة، كما أصبحت أركينو أيضا شريكًا للمؤسسة الوطنية للنفط في تطوير ثلاثة حقول نفطية أصغر، هم السلطان واللطيف في شرق ليبيا والطاهرة في غرب البلاد”.